السبت، أبريل 18، 2009

امحوا ذاكرتكم الوطنيّة والقوميّة (3) ------ قراءة في مقال

السبت 18-4-2009
و الهجمة ما زالت مستمرة من قبل بعض الاعلام و الصحف المصرية ذات الابواق العالية و التي تساندها فيها قناة لا تحمل من العربية الا اسمها فقط
مع احترامي دوما للراي الاخر لكنني تعبت من التلفاز الموجه ضدي دوما
اجل ضدي انا شخصيا
و لا اجد تفسيرا منطقيا واحدا لم كل تلك القنوات ضدي انا ؟؟؟؟؟
فتلك الحملة اراها زادت عن حدها فقبل خطاب السيد و قبل نشر صحيفة هارتس عن معاونة الموساد و كشفهم للرجل الذي سبب كل هذا الجدل كان ليبرمان قد اهان مصر
نعم مصر و تخطى حدود الليقاة و الادب على الحكومة المصرية ممثلة برئيسها
و لكننا لم نجد حملة صحفية و اعلامية كمثل التي نجدها
و استغرب كثيرا ان اعلاميي و مثقفين كثر شاركوا بتلك الحملة التي لن تنتهي لشيئ ما بنفس يعقوب و مين يعقوب هالمرة ؟
هم كثر و الحمد لله
و لكن ما جذبني هو نوع من التحليل المنطقي لسبب الحملة التي ليس من مساعيها على الاطلاق الحفاظ على السنة من خطر الشيعة كما يكثر البعض من الحديث و لو بالتلميح :
حاكم مصر لمواطنيه: امحوا ذاكرتكم الوطنيّة والقوميّة (3)

ابراهيم الامين
يبدو أن النظام المصري يودّ الذهاب بعيداً في مواجهته للمقاومة في المنطقة وحزب الله على وجه الخصوص. وهو يسلك مسالك لم يعتدها أحد، بما في ذلك استنفار عصبية مصرية داخلية شبيهة بتلك التي تلجأ إليها الدول الصغيرة أو الضعيفة أو تلك التي تحتاج إليها الأقليات. لكن الأخطر من أفكار النظام وترهات مخبريه وأدواته، هو التحرك البطيء داخل مصر، ولا سيما من القوى والشخصيات والتجمعات التي عليها أن تسأل نفسها عن مسؤوليتها الأخلاقية والسياسية والنضالية في مواجهة ما يقوم به حاكم مصر المتوتر، وثمة أشياء لا بد من الإشارة إليها في معرض مطالبة القوى المعارضة لا لسلوك النظام الأمني الداخلي فحسب، ولا لسياسته الاقتصادية والاجتماعية المدمرة، ولا لسياساته الخارجية التي تكاد تمحو مصر عن خريطة الدول الفاعلة، بل لمواجهة أمر بات في رأس أولويات الحكم، وهو محو الذاكرة القومية لمصر. لذلك من المفيد التذكير بالآتي:ـــــــ إن الحملة على المقاومة تأخذ شكلاً يجعل من المقاومة عيباً أو خرقاً للقانون العام في مصر. وإن تطورت الأمور على هذا النحو، فإن الحملة القائمة الآن على السياسيين والإعلاميين الذين يرفضون الحملة على حزب الله سوف تلامس في وقت قريب حد التحريم السياسي والقانوني، وسوف يساق من يدافع عن المقاومة إلى مقارّ أمن الدولة وتسفك حريته وهويته وكرامته في الصحف القومية وعلى شاشات الإعلام المصري ــــ السعودي.ــــــ إن الحملة تأخذ شكلاً يقود إلى تحريم الاتصال بكل قوى المقاومة إلا بإذن من مخبر، وصولاً إلى أن يصبح ممنوعاً المشاركة في ندوات أو لقاءات أو مؤتمرات يحضرها قادة من المقاومة في لبنان أو فلسطين. وبالتالي زرع الخوف على طريقة التحريم الذي يمنع الاقتراب من ملفات كثيرة، كالجيش والأمن والرئاسة، في دول كثيرة.ـــــ إن هذه الحملة تريد محو الذاكرة القومية لمصر في ما يتعلق الصراع مع إسرائيل. وفي النظام اليوم من يريد التخلص من كل شيء يمتّ بصلة إلى العهد الناصري أو إلى مرحلة المواجهة المفتوحة مع العدو، بما في ذلك القول إن ما مر قد مر ونحن الآن في وضع جديد. وهو الأمر الذي يشرح الموقف الغريب العجيب إزاء اعتبار تقديم حزب الله دعماً لمقاومة غزة من طريق مصر انتهاكاً للسيادة المصرية. كأن دفاتر الاستخبارات المصرية العامة خلت فجأة من كمية هائلة من المعلومات الأمنية والخطط التي استخدمت في مواجهة إسرائيل والتي احتاجت فيها الاستخبارات المصرية إلى أدوات عمل دفعتها إلى عدم احترام سيادة دول عربية وغربية من دون استئذان، إلا إذا تفتقت عبقرية النظام في مصر عن آلية جديدة للعمل الأمني في مواجهة إسرائيل.ــــــ إن هذه الحملة تستهدف، من جانب آخر، استعارة العقلية الإسرائيلية القائمة على مبدأ العقاب الجماعي لكل من له صلة إنسانية أو جغرافية أو وطنية بالمقاومة، وهو ما يفسر المضايقات غير المبررة القائمة منذ نحو أسبوع ضد عشرات اللبنانيين الذين يزورون مصر في مثل هذه الأيام للسياحة، وهي مضايقات تبدأ في مطار القاهرة وتصل إلى غرف الفنادق فيها أو في الأقصر وأسوان وشرم الشيخ. وهي التي تستهدف إشعار اللبنانيين بأن عليهم إدانة المقاومة حتى يرتاحوا في مصر أو معها، وكأن النظام يود القول إنه غير مهتم بهذا أو ذاك.ـــــ إن هذه الحملة تستهدف القول إن صراع مصر مع إسرائيل انتهى، وإن العدو الحقيقي الآن هو من يحمل راية المقاومة، وكل من يقف مع هذا الفريق هو عدو لمصر، وكل من لا يبادر إلى تغطية إجراءات النظام ودعمها هو عميل إيراني. وتستهدف أيضاً خلق توترات لا أساس مادياً أو اجتماعياً أو تاريخياً لها في مصر في ما يتعلق بالصراع المذهبي. ولا أحد يعرف ما إذا كان النظام سيستعير غداً بعض الوهابيين أو بعض أنصار تنظيم القاعدة لاستخدامهم في حملة على الشيعة في مصر وخارجها.ــــــ إن الحملة القائمة تعيد إلى الأذهان الفكر الانعزالي، الذي انطلق من لبنان قبل أربعة عقود، وبعدما هُزم في أرضه تراه ينتشر الآن في المحيط، من جماعة محمود عباس الذين يتحدثون عن القرار المستقل، إلى جماعة أميركا في العراق الذين لا يرون لبلدهم صلة بالعالم العربي إلى الهوس الأردني بنظرية الوطن البديل فيصبح الشعار هو «الأردن أولاً». وها هو النظام في مصر يريد أن تنتشر خلال وقت قصير لافتات ومانشيتات تتحدث عن «مصر أولاً»، وهي الخطوة التي تمهد للانسلاخ عن المحيط، والتي تقود عملياً إلى الإجهاز على أهم منتج مصري ألا وهو «القومية العربية والتأكيد على أن الهوية العربية هي العلاج الوحيد في مواجهة العقل الفئوي والطائفي والمذهبي».وبناءً على ذلك، فإن الواقع الذي يندرج أمام قوى المعارضة في مصر، لا يمكن اعتباره محصوراً في الدفاع عن حزب الله، الذي لا يحتاج إلى من يدافع عنه. لكن الموضوع يتصل بمستقبل مصر، بالحسابات والمغامرات التي يتورّط فيها الحكم يوماً بعد يوم، والتي تدخل مرحلة بالغة الخطورة والتعقيد بعد الفشل المدوّي للجناح الاقتصادي الليبرالي الذي قاده جمال حسني مبارك وآخرون خلال العقد الأخير، ومني بنكسة كبيرة في الأشهر القليلة الماضية.
عدد السبت ١٨ نيسان ٢٠٠٩
اعتذر لكل من قرا للاطالة لكنني وجدت ان المقال وصف حقيقي لما يدور و احببت ان اشاركه معكم
المصدر

هناك 4 تعليقات:

خالد السعود يقول...

جفرا مساء الخير ..
ما حصل ابان حرب غزة من قبل الحكومة المصرية كان عنوانا واضحا لما سيأتي لاحقا !!
ولا اعلم ما هي التفاصيل بالضبط لما هو لاحق .. ولكنها مرحلة سوداء في تاريخ النظام المصري.

لبنــــــــــى يقول...

كانت اغلب السياسات العربية مبطنة لكنها لم تكن بتلك الوقاحة و هو اللفظ المناسب
وقاحة
اهلا خالد

غير معرف يقول...

تحية . . المقال محكم جدا ومنطقي جدا، للأسف الشديد حسني ونظامه لا يمارسون محو الذاكرة الوطنية والقومية فقط بل يغتالون مصر وإرثها أيضا، بسنوات قليلة تم تقزيم مصر وتهميشها لتناسب مقاس حسني ووزنه!!

كتبت فكرة عاجلة عن هذا الأمر:
http://3bdulsalam.wordpress.com/2009/04/11/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AA%D9%87%D8%A7%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%AA%D9%82%D8%B2%D9%8A%D9%85-%D9%85%D8%B5%D8%B1/

مع التحية والشكر على نقل المقال.

لبنــــــــــى يقول...

اهلا عبد السلام
المشكلة الان ليست بنظام الحكم ما استغربه بالفعل تلك الابواق التي فتحت بطريقة لا تمت للادب او الحكمة بصلة يعني نظام ردح اعلامي غير مبرر
من حق اي انسان ان يعبر عن رايه لكن على الاقل بطريقة محترمة و بدون خدوهم بالصوت

نورت الصفحات :)