لفّ بقية الصحيفة التي حصل عليها من عند صديقة أبو غانم
المشهور في شبه الحي الذي يسكن به بعمل أطيب فلافل
يأتي اليه المترفون أحيانا ليقولوا أنهم كانوا في رحلة جميلة
الى طرف المدينة و أكلوا من فلافل أبو غانم
عندما يكون بعض الناس يقدرون على تناول اللحمة يوميا طبعا سيكونون في رحلة عندما يأكلون فلافل
بعض من التغيير في روتين اليوم و روتين المعدة
ذلك الرجل الذي لم يكمل الثمانية و الاربعين خريفا
الذي أخد بقية الصحيفة التي كان من الممكن
ان يلف بها ابو غانم بعض حبات الفلافل لأم يوسف التي تبيع الخضرة على طرف الطريق
أم يوسف لا تستحق كيسا او ورقة نظيفة و يستكثر ابو غانم
عليها لف بعض الفلافل التي تشتريها بورقة نظيف أو بكيس أسود فكان يقول لها
" ياختي خذيهم شو مفكرة حالك من البشر اللي بتسمموا
ولك احنا اذا نزلنا على السوق بنمرض البشر اللي هناك خليها على الله خيتي .. اتكلي "
و لأن أم يوسف تصدقه و تؤمن بما يقوله أبو غانم تهز رأسها موافقة و تمضي
تذكر كل هذا كي يسلي نفسه و هو ذاهب الى ابو كمال الحلاق كي يستأذنه باستخدام هاتفه . و اذا اتفق على مقابلة من يريد مهاتفته يحلق أبو كمال له ذقنه و يرتب شعره و سيعده ان يدفع له عندما تتم الخطة . ابو كمال شخص بسيط و سيرضى و لو ان الحي باكمله سيعرف انني استخدمت الهاتف و حلقت ذقني من عنده بالدّين . مو مشكلة
وصل عند الحلاق و اذن له استخدام الهاتف .
- الو الو خيا
- اهلا اتفضل
- انتو خيا اللي عاملين اعلان بالجريدة بدكم ...
- اه يا عم انت وين ولو بدك بنبعتلك سيارةعطينا العنوان
- ما رح تندلوا خيا احنا خارج تنظيم هالزمن انا باجيلكن وين انتو ؟
و كتب العنوان و يده ترتجف من الفرح سيقابل احدا ما غير تلك الوجوه و ربما ستساعده تلك المقابلة على تزويج ابنه و الفرحة بحفيد له على الأقل قبل موته
دخل الى المكتب المزين بالرخام و التماثيل احدها كان عاريا . نظر الى الرض استحياءا عندما مرّ بالقرب منه و قوبل بحفاوة من قبل رجل و زوجته التي كانت تشبه التقاحة في لمعانها و بهائها و عطرها الذي امتد الى انفه فاحس انه لاول مرة يتنفس و كان من قبل يجتر اكسجين الولادة و الصرخة الأولى
- يا عم أنا مو عارف كيف بدي اشكرك انا و المدام و العيلة كلها أنت رح تنقذ أبونا اذا تطابقت تحاليلك و ناسبوا أخذ كليتك
- يا ابني اسمحلي احكيلك يا ابني .
- طبعا طبعا يا عم
- يا ابني انا رح انقذ ابوك و انت رح تنقذني
- كيف يا عمي
- انا رح انقذ ابوك و انت رح تجوزلي ابني اللي بدي اشوف منو حفيد
- طيب يا عم شو رايك خير البر عاجل و نروح هلا نشوف الاجراءات
- على بركة الله
و دخل لاول مرة في حياته مبنى كبيرا ناصعا البياض تذكر فورا مستشفى اخذ اليها ابنه الوحيد وهو صغير
و عندما خرج اتضح له ان الصراصير الصغيرة استهوت اذن ابنه لنظافتها اكثر من سرير المشفى
.. و منذ ذلك اليوم لم يذهب لا هو ولا ابنه الى اي طبيب اكتقى بالعطار و بوصفات زوجته و ابو كامل
امعن النظر في ابتسامة الممرضات
" هاي ملائكة الرحمة هلا عرفت ليش هم ملائكة رحمة "
و تم عمل الاجراءات الازمة و اخذ العينات المطلوبة و
استاذن ليذهب الى عائلته و يوهمها ان احدا ما في قريته مات
و ذاهب للعزاء فيه سيختار احدا تكرهه زوجته . حتى لا تقترح الذهاب معه
و عند ذهابه الى المستشفى كان البيك كما سماه العم بانتظاره خارج الحي . كان يود لو اتى ابو كامل و ابو غانم و ام يوسف معه في جولة في السيارة علهم لم يروا شوارع المدينة من نافذة نظيفة كهذه ربما كنا سنحب الوطن أكثر من خلال هذه النافذة
للوطن شكل اخر من خلال النوافذ النظيفة و الكاملة ....
بعدما اطمأن عليه البيك في غرفته اتجه الى غرفة الأطباء
- هلا الزلمة جاي و برجليه
- بس يا استاذ ما بتحمل العملية هادا ممكن يموت بنصها
- شوف يا دكتور .
انا هدفع فلوس الو و اذا صرلوا شي ببعتهم لاهلوا بتعرفني انا امين
و ما بحب الاحتيال و انت رح تاخد نصيبك
و غير السمعة و فواتير المستشفى و النسبة خلصنا بسرعة
- و اذا صارلوا اشي
- ما تخاف اللي زيو ما حدا بسال عليهم بندفنوا
ويا دكتور لو شفت وين ساكن رح تعرف انو انضف و احلى ايام عمروا
رح تكون بهالمشفى و بعدها بالقبر
و بعدين واحد زيوا مو لاقي اللقمة هو و ابنوا جاي يبيع كليتوا ليزوج ابنوا
و ينتجوا كم فقير زيادة خلي البلد تنضف شوي منو و من ولادوا .
حدا بفكر هيك يبيع حالو ليجيب فقير الله بعلم شو رح يبيع بالمستقبل
اتوكل على الله يا دكتور اتوكل و خلينا نخلص
دخل الى غرفة العمليات و هو يرتدي بزة الموت المؤقت...... الخضراء . و هو يحلم بيوم العرس
زوجته ترقص مع ام يوسف و سوف يراقصها هو ايضا. ام يوسف رغم فقرها و سنها ما زالت جميلة ايضا و زوجته تغار منها عندما تراه ينظر لها . و سيغيظ ابو كامل و ابو غانم ... لا سيرقص و يفرح معهما و سيسدد ديونه جميعها . سيطلب من البيك علاوة و سيعطيها له اكيد لفرحه بسلامة والده . و سيبني لابنه غرفة فوق غرفته لكن كيف فسقف غرفته من القش اليابس و يستدين لوح الزينكو من ابو كامل اثناء الشتاء ليقي عائلته المطر
لا سيكون بافضل حال و سيبني سقفا للبيت ينامون تحته براحة و امان . و تمنى انه لو اخبر ابو كامل او ابو غانم عن عمليته لاتوا زاروه وشدوا من ازره و جلسوا في الغرفة النظيفة يتسامرون لحين عودته او اخبر ام يوسف لغازلها لو اتت وحدها و اغراها بالتمدد بجانبه قليلا على ذلك السرير الابيض
..
اطل راس الطبيب " يا عم شو اسمك ؟ كم عمرك " و اغمض عينيه ولم يفتحهما بعدها .
لم ار بياضا كهذا من قبل................
هناك 9 تعليقات:
فى بلدتى الصغيره كان إسمة أبو إبراهيم
وكان كل ما يتمناه ... هو ان يكون لولده ابراهيم بيتا صغيرا لايهمه من كم حجرة يتكون ... ولكن الاهم ان يحتوية هو وزوجتة نعمه التى كانت دائما تفتعل مشاجره معه لكى يأتى لها بمنزل خاص بعيدا عن ابيه المسن .....
اراد ذلك بحق .... وكان يعلم انه اذا فعل هذا فسوف تكون أيامه فى الدنيا معدوده .... فعلها
وظل قعيدا فى غرفته
ابراهيم اخذ المقابل ولم يشترى بيتا
اشتترى ما ينسيه ابوه والبيت ونعمة زوجتة .... إستمر فى طريق الادمان
مات ابو ابراهيم ..
وطلق ابراهيم نعمه .. وصار مأواه الوحيد هو السجن ..
بجد متشكر ليكى جدا ولاسلوبك الرائع .. حكايتك حدثت تمام فى شخصيات اعرفها ولكن مع وجود اختلافات شوية
وحبيت احكيها علشان ابين وجة التشابه
انا اول ما قرأت "تطابقت تحاليلك" حكيت بصوت عالي لاااااااااااا
الله يعين العالم, للاسف بتحصل وكتير كمان
كانو يحكو انها بتحصل بمصر اكتر اشي لانهم ما بعرفو المخبى بالبلدان التانيه
بتعرفي ان عنّا صارو يسهلو هالموضوع وبالعكس عملولهم بطاقات تأمين صحي تحت عنوان متبرعي كلى علشان يسهلولهم اياها اكتر واكتر
بغض النظر عن جمال القصة، اعجبني اسلوب السرد وابداء التفصايل
بجد، رائع
حمدي
في بلادنا قصص كثيرة من الممكن اننا ندعي انها من محض الخيال لكن ما ان تشرق الشمس حتى تفضحنا
لكن هذه القصة كانت بدايتها حقيقة و لمن كل السرد من خيالي
مجرد محاولة فقط :)
تحية لك
و اخاف يوما ان نصبح ابو ابراهيم لكن بكنية اخرى
ويسبر : هو الله بدو يعين العالم بس العلم ما بتعين حالها
من الحالات المختلفة انهم بتبرعوا باعضاءهم بظروف صحية ( زبالة ) مع الاعتذار عن اللفظ لكن ما في لفظ معبر الا هو
صدق الامام علي لما قال " لو كان الفقر رجلا ....."
بس و الله هيها الامور سهلة عنا ما كنت بعرف انا وصلنا لهيك مرحلة
حسام شكرا يعني فكرا بطلع مني :)خلص رح صير كاتبة بس ضل حدا بيقرا ؟
ehhh... ana 3aref ! 5alleena sakteen eshe besem el badan..
ناصر : ما كنت حابة سم بدن حدا :(
بس هادا اللي طلع معي
اهتمامك بالتفاصيل الصغيره رائع و فى نفس الوقت بتنتقلى بينها بنعومه .... النهايه متوقعه لانه ده الواقع ... بعض الناس تموت ليعيش الاخرين
كسبت النهارده مدونه رائعه فى القصص
تحياتى
che :
لو بدنا نحكي عن الكسب
فانا الاولى اني كسبت قارئ لخربشاتي
و شكرا للاطراء
اسعدني وجودك :)
تحية
زمن المسخ..........
إرسال تعليق