السبت، يوليو 04، 2009

المراقب -- حكاية اعجبتني



حكاية اي منا


ليس بالضرورة ان يكون المراقب ( بكسر القاف ) الحكومة و مخبريها من الممكن ان يكون المجتمع - الاهل - السماء ...................... او الذات


المراقب قصة للكاتب التركي عزيز نيسن


http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%B2%D9%8A%D8%B2_%D9%86%D9%8A%D8%B3%D9%8A%D9%86





قرأتها اكثر من مرة و لكن اليوم راقتني اكثر و اكثر لا ادري لماذا ؟؟؟؟


اردت مشاركتكم بها














المراقب
ل . . . عزيز نيسن





أيامه الاخيرة فى السجن كانت جحيما لا يطاق..هجرته زوجته وهو مسجون..بعد خروجه كادت الوحدة تقتله..كان في شوارع العاصمة.. غريبا يائسا..لم يجد نفسه فيها ..حالته المادية كانت سيئة للغاية..لا تساعده على دفع ايجار شقته الضيقة الصغيره..قرر أن يتركها ويبحث عن غرفة صغيرة خارج المدينه يقدر على دفع كلفتها..
لقد كان فيما مضي ناشطا سياسيا..يطالب بالعدالة الاجتماعية..وبحقوق الفقراء والمعدمين..لقد افني حياته وزهرة شبابه ..مطالبا بحقوقهم..لكنه الآن بعد خروجه من السجن صار أكثر بؤسا منهم..
بعد بحث طويل عثر علي بغيته..منزل شعبي مؤلف من غرفة صغيرة..يبعد عن المدينة مسافة ساعتين سيرا على الاقدام ..كتب قديمة..ملابس باليه..كل ما يملك..قبالة المنزل بنيت بقالة صغيرة..من بقايا الاخشاب والتنك المهترئ..
والى يسارها كوخ لبيع الخضار..كان البائعان يشتكيان من قلة عدد الزبائن فى المنطقة..ومن فقرهم المدقع ..توطدت عري الصداقة بينه وبينهم..بعد فترة قصيرة من استقراره فى مسكنه الشعبي حضر الى الحي بائع الكعك وبائع الذرة..ثم بائع حلوى الغريبه..ثم بائع المياة الغازية واخيرا الاسكافي..واستقروا جميعا مع عائلاتهم فى الحي..تحول المكان بمرور الوقت الى سوق تجاري بسيط..بدأ عامل النظافة يكنس الشوارع…وكثر الباعة المتجولون..وشيد هناك مقهى..كان يشعر بالسعادة الغامرة لهذا الجو الرحب الباعث للفرح والبهجة..لكنه مع الاسف ما زال عاطلا عن العمل..ولم يبق امامه سوى الاستدانة من اصدقائه ..لكنهم للاسف جميعا مفلسون..عرض عليه احد معارفه العودة الى المدينة والسكن معه فى غرفة واحدة مجانا..اعجبته الفكرة كثيرا..لكن يستحيل عليه اخلاء منزله..فهو مدين للبقال وبائع الخضار وآخرين..وفي ليلة من الليالي وبينما هو يفكر فى مخرج لما هو فيه..اذا بالباب يقرع..كان الحاضرون البقال وبائع الخضار..وصاحب المقهى..اعتذر لهم انه لا يملك شئ ليقدمه لهم..فقالوا له ..لا بأس فقد احضرنا معنا الشاي والسكر..لقد كان يعتقد انهم حضروا للمطالبة بديونهم..قالوا له..لقد سمعنا انك تنوي ان تغادر..قال لهم اطمئنوا لن اغادر المنزل قبل ان ادفع لكم ديونكم..قالوا له ..عيب يا سيد.. ديون ماذا ..وهل بيننا ديون..هل طالبناك بشئ..؟نحن نعرف ما فعلت من اجل الفقراء والمساكين ..لقد حضرنا لمنزلك لنطلب منك البقاء وعدم الانتقال..فأنت رجل بركه..ومنذ اتيت لهذا الحي..والحركة التجارية في ازدياد مستمر..ونحن من سيدفع لك ايجارك وايضا سندفع لك اجرة لكي تبقي..فانت كما قلنا لك رجل بركه وأي بركه..!شكرهم على عرضهم..واعتذر عن قبوله..لكنهم اصروا عليه..كان على وشك ان يجهش بالبكاء..ثمة تغيير فى هذا البلد يحدث..وكأن صحوة بدأت توقظ الناس من سباتهم..فهو لم يعمل مع رفاقه كل تلك السنين لأمور تافهه..وهؤلاء الاشخاص الواقفون أمامه كانوا يشيحون بوجوههم عنه ويحتقرونه فيما مضي..!أدامكم الله ..شكرا جزيل الشكر ..ولكن اسمحوا لي فأنا لا يمكن أن اقبل معونتكم..!..عرضوا عليه أن يستئجروا له منزلا افضل..وان يضعوا خادما يخدمه..وان يبعثوا له بالطعام كل يوم مجانا..لكنه اصر على الرفض..حينها..نظر الثلاثة في وجوه بعضهم وقرروا انه لابد من اخباره بالحقيقة..اسمع يا استاذنا الكبير..أدامك الله لنا ذخرا وعزا..عندما حضرت الي حينا..بدأت الشرطة السرية تجوب ازقته بمظاهر متعدده(زبال ماسح احذية الخ)..لمراقبتك ووضعك باستمرار تحت انظارهم..وعلي هؤلاء الشرطة جاءت شرطة آخرون لمراقبتهم..وعلى الآخرون جاء آخرون لمراقبتهم..حتى استقر اغلبهم..فى هذا الحي..فازدهرت تجارتنا..واصبحت حالتنا المادية ممتازة..فإذا انتقلت انت من هنا..ستعود المنطقة الى حالها من الفقر والعوز لان جميع افراد الشرطه سيرحلون ليقتفوا أثرك..فلا ترحل الله يخلينياك يا سيدنا لا ترحل..وأجهشوا بالبكاء..وأجهش معهم بالبكاء..ولكن لأمر آخر






هناك 15 تعليقًا:

غير معرف يقول...

بالفعل شيء مبكي
جفرا
قصة جميلة جدا ومعبرة
سلمتِ

لبنــــــــــى يقول...

فكرك يا ياسمين ليش هو كان عم يبكي ؟
اهلا فيكي ياسمين

نورت :)

مهندس مصري بيحب مصر يقول...

ياه
قصة معناها قوي

لبنــــــــــى يقول...

مهندس مصري :

قوية و بتنفع لاي زمن
و كمان الو قصة اسممها معشر الحمير
او اه منا نحن معشر الحمير كتير حلوة
بنصحك تقراها

ماء تشرين يقول...

اكيد لازم يبكى لما يكون فاكر انو الناس دى كانت عايزة يبقه عشان بيحبو بس طبعا الحقيقه حاجه تانيه

قصه جميله تقبلى مرورى

لبنــــــــــى يقول...

يعني فكرة انو ببكي للاحباط

مرورك دوما يسعدني ماء تشرين

Gabriel يقول...

منذ مدة طويلة وباستثناء إحدى كتابات "المجنون" لم أقرأ قصة قصيرة عنيفة الافكار مثل هذه .

شكرا على مشاركتنا قراءتك

أحمد الصعيدي يقول...

هكذا الدنيا
هناك من يبحث عن العدل عن الحق من أجل ذلك ..وهناك من يبحث ذلك من أجل مصلحته .. والكون يسير

قصة جميلة JAFRA

لبنــــــــــى يقول...

gabrial :
اهلا بك نورت الخربشات حتى لو كانت منقولة . انصحك بالقراءة له اعتقد ان كتاباته على الوجع
وين هالغيبة ؟


شجر الليمون :
الكون يسير
بالفعل بدون المراقب او به
او بنا او بدوننا

شكرا لمرورك

Me7'o يقول...

هههههههه

"وعلي هؤلاء الشرطة جاءت شرطة آخرون لمراقبتهم..وعلى الآخرون جاء آخرون لمراقبتهم"

هههههههه

طلعت حالة عامة

جميلة قوى

تحياتى

لبنــــــــــى يقول...

ME7O:
شفت الشرطة و نظام المراقبة قديش مفيد
احنا اللي بس ظالمينهم

Me7'o يقول...

ههههههه
آه والله عندك حق احنا فعلاً اللى ظالمينهم

بس تفتكرى بالنظام ده

نسبة الشعب لنسبة الشرطة هاتكون قد إيه


تحياتى

لبنــــــــــى يقول...

بتوقع انو في الايام اللي جاي رح يكون 2 شرطة لكل مواطن
شفت كرم الحكومة ؟

و بعدين دول ناس طيبيين قوي
,
,
.,,

قوييييييييييي

Gabriel يقول...

جفرا :وين هالغيبة ؟


صرلي فترة عم حاول ارجع افرد جناحاتي .. من بعد الفحوصات حاسس عضلاتي ضمروا وما عم اقدر حركن
شكرا على السؤال .

لبنــــــــــى يقول...

افرد جناحاتك و استغل هالاجازة لانها رح تمر بسرعة
بس حبيت نبهك فما تطول الغيبة كتير :)