السبت، فبراير 28، 2009

الرصيف الضيق

اتجهت مسرعة نحو الباب و هي ترد على امها بصوتها اللاهث دوما
- لا تقلقي ساتناول فطوري في المكتب لقد تاخرت
نزلت مسرعة و هي تعرف انها مبكرة في النزول لكن للاحتياط فان لم تجد سيارة اجرة تقلها من باب حيها القديم ستضطر الى المشي مسافة حتى تتمكن من الركوب باي مواصلات عابرة
نزلت على السلالم و هي تلعن الساعة التي ابتاعت بها سيارتها التي لا يمر شهر دون ان تتعطل و تبدا هي بسباق مع الزمن للوصول الى العمل
في باحة البيت سقط شيئ على راسها فارتعشت خوفا و مدت يدها لتلتقط ورقة خضراء
مشت عدة خطوات و التفتت الى الشجرة لتبتسم و تقول لها صباحك سكر
كانت من عاداتها و هي صغيرة ان تلقي التحية على شجرتها المفضلة و تحب ان تعبث باوراقها المتساقطة و تفركها لتشم رائحة الليمون ليدب النشاط بها
لم تلق التحية منذ زمن عليها فقررت الشجرة ان تبدا هي بالسلام و تذكرها ان كاتب التاريخ يقف هنا يراقب مشيتها الصغيرة اينما ذهبت . و يسطر حكايات البوابة القديمة
اكملت طريقها لكنها تريثت بخطواتها حتى لا تنزلق . المطر كان غزيرا الليلة الماضية
و رائحة الارض تستحق ان نتوقف قليلا لنشمها بهدوء
مرت من امام بوابة البيت الحديدية و نظرت الى الشارع
- لم تتغير
و اخذت تفرك الورقة بيدها و تقربها منها كي تشمها
اختزلت الايام بذهابها الى العمل و العودة منه
ما عاد هناك شيئ اخر في حياتها سوى العمل و عندما تتذمر ترد على تذمرها
" انا وحدة بطرانة . هلا الشغل بزهق . مو احسن من القعدة بالبيت لحكي فلانة و علتانة . قديش هلكت للقيت شغل و الله يعين الشباب اللي بتخرجوا و ما بلاقوا . احمدي ربك "
و تمر على القهوة القريبة من البيت لتشم رائحة القهوة المعدة ها هو حسان مازال جالسا منذ زمن يمسك بالصحيفة ليبحث عن عمل . هو هكذا منذ خمسة سنوات الى ان احبط و عمل سائقا لاحد المطاعم السريعة
تخرج من الجامعة - بكالوريوس ادارة اعمال - بتقدير ممتاز
هه
و ماذا جنى غير البحث طوال تلك الايام من بعد حفلة التخرج ا لى الان على مكتب يجلس عليه و يمسك بيده القلم ليقول انا موظف ؟؟؟
و تزوج و انجب و هو مازال يبحث عن عمل
مكافح هذا الحسان لم ييأس بعد و مازال يحافظ على اناقته المعتادة
و لفت نظرها الكرسي المدد على الرصيف الاخر
كان ابو عمر يجلس وحيدا هذا الصباح امام محل الخضرة اين ابو علي عنه يا ترى ؟
ورات الاخير يجلس لوحده و الاثنان بجلستهما الرمزية يدير كل منهما ظهره الى الاخر
" حلو كتير وصلت الحرب الطائفية لحارتنا " ابتسمت و هي تتذكر صراخهما و هما يلعبان الطاولة منذ صغرها و ابو علي يقول : يا ابو عمر انت ما بتعرف تلعب
و يعقب ابو عمر: دوش يا عزيزي خليك بالحكي و انا بغلبك دايما .
و الان ابو علي و ابو عمر لا طاولة بينهما . و لا نرد
و عند الزاوية غرزت قدمها في الوحل " يخرب بيتك لهلا عايشة ما حدا طمرك "
هذه الحفرة دوما التي تمسك دوما بقدمها . سحبت حذاءها بخفة و ضربت الارض بتلقائية غجرية تبدا رقصتها مع القمر على الحان جيتار مفقود .
توقفت قليلا الى ان اعتدلت و نظرت الى الاعلى . هي نفس النافذة و نفس الزجاج الملون
كان هنا يعيش حب في الافق
كانت في السابعة عشرة من عمرها كلما تمر من هنا ترفع راسها كانها تنتظر وحيا من السماء لتراه يحتسي القهوة و ينفث دخان سيجارته . كغيمة حبلى لن تلد شيئا
هو كان حبها الاول
نظرت اليه و قالت له صباح الخير و ردها بابتسامة عذبة
اعلنت الحب عليه و قررت ان تتفق مواعيد قهوته الصباحية مع موعد نزولها من البيت
كان يدرس الطب في السنة الاخيرة و الكل في الحي يناديه بالدكتور
و ظلت ترسم بمخيلتها الضيقة لفتاة مراهقة كيف ينظر اليها و كيف يرد عليها التحية الى ان ناداها مرة و قال لها :
انت جميلة هذا الصباح
اما زلت تتارجحين على الليمونة العتيقة
احست ان قلبها سيقفز من مكانه و احمرت وجنتاها
بالمناسبة
قولي لاختك انني سانتظرها مهما دار الزمن و مهما رفضت
و اذا كانت هي مهندسة فانا دكتور و ابتسم و عاد يرشف قهوته
دارت بها الدنيا
احست بشعور غريب -كان ها امراة عارية على الطريق العام
شعرت ببرودة في جميع اطرافها
و استمرت بالمشي
يحب اختها التي كانت تكبرها بسبعة اعوام و في مثل عمره تقريبا
عادت خائبة الامل الى المنزل و تتذكر حينها انها بكت قهرا لانها اضاعت صباحاتها لتتخيل زهرة كان يرسمها في الهواء بدخانه

تقدم لخطبة اختها و لكن لم تقبل به
و ذهب ليتخصص بجراحة القلب في الخارج
عله اختار هذا التخصص ليداوي قلبه و عاد و في يده زوجته الاجنبية
كانت مراهقة جميلة

بعض الامور التي تمر بنا و نعتقد انها لن تمر يانتي شبح من بعيد لينتشلها من اعماق البئر و يخرجها لتمر امامنا و نضحك عليها احيانا و نبكي احيانا اخرى

ماذا حل بي هذا الصباح ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

كل هذا من ورقة الليمون التي سقطت

الى ان اصل الى نهاية الشارع ساكون عدت بالذاكرة الى بطن امي
التفتت الى ان رات الفتاة الصغيرة التي تجلس بقرب الحاوية
" اهلا هي كمان هاي بالتوريث "
كانت امها من قبلها تجلس هنا و هي ورثت عن امها المهنة
ابن الدكتور بطلع دكتور و ابن المهندس ... مهندس
و ابن المعتر بضل معتر
اقتربت منها و سالتها ماذا تفعل و لم ليست على منضدة المدرسة
فقالت ان امها شعرت بوعكة فنزلت لتاخذ مكانها
لانها تخاف ان يسرق الرصيف منها من قبل شحاذ اخر
ان تغيبت يوما عنه ؟

" هذا الحي القديم الذي تمتهن جدرانه الجنون . ترى على ارصفته الحياة بكل انواعها
المجن و الطهارة بينهما جدار ارق من ورقة بيضاء يكتب كل من اراد عليها تاريخا لا تراه الا عندما تدقق النظر
و ترى هناك فقرا و غنى بتفاوته تعتقد ان السماء تمطر على احد الارصفة و تتعنت الغيمات على ارصفة اخرى فتحرم ساكنيها لذة المطر
و هناك اخوة لا يرون بعضهم الا صدفة فيشيح كل منهما بنظره عن الاخر لحديث بين زوجاتهم اسفر عن قطيعة
و ترى ايثارا و تضحية بين رجلين لم يلتقييا الا قريبا جمعهما حب النرد على طاولة صدات مساميرها "

في هذا الحي وطن مصغر تعيش يومياته بفتور و ملل و عند توقفك للحظة لتنصت الى الشارع بين الارصفة سترى هناك ما هو اكبر من الرصيف الضيق الذي اعتدت المرور عليه غير آبه "

صباح الخير يا وطني

توقفت عند عند مفترق الطريق و نظرت الى ساعتها
يااااااااااااااااااااااه طريق ياخذ رواده 10 دقائق فقط لقطعه سرق مني نصف ساعة
نظرت خلفها
بدا المظهر لها معتادا الا انها شعرت بتواطئ خفي بينها و بين ذلك الرصيف و عادت ادراجها الى البيت
تود فقط ان تشرب القهوة الصباحية مع فلانة و تسمع اخبار النميمة من علتانة و تجلس بجانب شجرة الليمون
و انتبهت فجاة الى الورقة التي بيدها و قد طحنتها دون ان تنتبه حتى اخضرت اطراف اصابعها
قربتها قليلا من انفها فشمت رائحة افتقدتها منذ زمن
- و خاطبتها " خصم يوم و بهدلة من المدير الانيق . كله منك "
و مشت باتجاه البوابة الحديدة لتجد ان ابو علي و ابو عمر اعادا النظر و اقتنعا ان صداقتهما امتدت الى ابعد من زمن اي دين و طائفة
الى ما قبل ظهور الخوارج حتى
و عادا الى الطاولة المدورة و التف بعض الفتية حولهم
سمعت صوتهما و هما يتبادلان الشتائم و المزاح و القهقهة
- حبستك يا عزيزي فرجيني هلا شطارتك
- ولك سد الغلب اللي عليك بالاول و بعدين احكي
- دووووووووووووووووش
ضحكت من اثر كلمة دوش المدوية في ارجاء المكان
و فتحت الباب
- ليش رجعت ؟
- لاشرب القهوة معك . من زمان ما حكينا ..... شو اخبار الحي ؟ شو اخبار ام ..........................











في تلك الشوارع القديمة


قصص حائرة


تنتظر الحكواتي ليلقي بها الى اذنك


اسمعها


علها تمر بالروح


و تشعل تلك الشمعة


و يكون هناك جدل


الخميس، فبراير 26، 2009

في القدس . انا و لو كنت هنا












القدس عاصمة الثقافة العربية للعام 2009



صدقا انها لفتة قوية ان اراد المثقفون العرب ان يثبتوا انهم مازالوا احياء . لكن ما نراه من تجاهل اعلامي مقصود من بعض فئات الاعلاميين لكي لا يقعوا في فخ القيل و القال من الان و ينتظرون ان يتخذ الاخرون الموقف لكي يرى ما سيحدث ثم يقرروا ما العمل ؟


و البعض الاخر لا ادري ما الذي ينتظرونه ؟ او ان الموضوع لا يعنيهم نوعا ما فهم مثقفوا الشاشة الصغيرة شعر ماجن - يحللونه و يشتمون صاحبه و رواية لكاتبة رائعة يتفهونها او ندوة تمتدح اميرا قال كلمات غير مفهومة بالنسبة لنا فقالوا انها مدرسة جديدة للشعر العربي .


ما علينا



لكن لمن يتفه الحدث . و يقول انه لا يعني شيئا و لن يؤثر
اردت فقط ان اذكر ببعض الاحداث التي تزيدنا يقينا ان القلم دوما مقابل للمدفع

و كم من المدافع سقطت و بقيت الاقلام و الاوراق مرفوعة

طروادة سقطت و لكن محمود درويش لم يسقط ابدا و بقي هو وحصانه ينظر الى الاسوار

لكنها لم تكن اسوار طروادة بل كانت اسوار القدس َِِِِِ

اولا اود ان اذكر بالكتاب الذين اغتالتهم كلاب شاروون كما يسمونهم في الموساد ان ذاك بامر من المؤسسة الاسرائيلية التابعة للهاجانا :

في تموز "يوليو" عام 1972 اغتالت غسان كنفاني - هل كان كنفاني يحمل مدفع او قذيفة هاون . كانت الكلمة هي التي قتلت قاتله قبله






















في تشرين الأول "أكتوبر" من السنة نفسها اغتالت وائل زعيتر في روما - حيث اخترقت الرصاصات قلب كتاب الف ليلة و ليلة الذي اراد ان يترجمه الى الايطالية قبل ان تكمل طريقها هي و اخوتها الاثنى عشر الى جسده

و بعدها تم اغتيال ناجي العلي في لندن . بكاتم الصوت و كانها رسالة الى البقية


انتبهوا انه كاتم الصوت




























لم يكن ايا منهم مسلحا . و لم يكونوا جنودا . و لم يكونوا الا حملة اقلام

لماذا اغتالوهم بيد باردة حقيرة ؟ ان كانت يد اسرائيلية او اسرا ..... غربية

لماذا قصفت اسرائيل مدرسة بحر البقر في مصر خلال حرب اكتوبر ؟


و لماذا قصفت مدرسة تابعة للانوروا خلال الحرب الهمجية على غزة 2009؟

الفكرة و القلم و العلم اهم من الاسوار العالية واهم و بنادق مصوبة و قناص ينتظر و طائرة تبحث عن هدف

الم تحرق الهمجية كتبا و كم من يد علقت حبل المشنقة حول عنق شاعر و بقيت الكلمة حرة ووصلت لنا بعد مئات السنين
لماذا دوما الحديث عن مناهجنا الدراسية ؟ و ليست بالعلوم او الرياضيات فهم لا يهتمون لمستوانا العلمي بل يهمهم جذا ان ينحدر مستوانا الثقافي و خاصة الديني
مع انني ارى ان مستوى تدريس المواد العلمية هو الذي يستحق التغيير
لماذا تؤرق الغرب اية او سورة ؟
مع انها كتابة على ورق
لكنهم يعرفون ان الشرق من قيمه التي صارت نوعا ما مفقودة
احترام الكتاب
واول شريعة نزلت لاخر نبي مر علينا هي اقرا
القدس اكبر من تاريخ هذه الارض
وتستحق منا اكثر من الدعاء


انا الان و هم ايضا في القدس لا يدعونكم لمجزرة و لا لحرب او اعلان ثورة


هو مجرد دعوة لدعم هذا الحدث لجعله يليق بالقدس

و كما نعلم جميعا ان اسرائيل لن تدعه يمر هكذا دون تشويه
لا اعرف ما هي الطريقة او الاسلوب
لكنني ساحاول و ادعوكم الى المحاولة ايضا
علنا نستطيع ان نفعل شيئا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟












الأهداف الإستراتيجية العامة للاحتفالية


1. إعادة الصدارة لمدينة القدس بقيمتها الثقافية وبعدها الحضاري التاريخي والديني وحماية معالمها التاريخية والروحية بما يعزز هويتها الثقافية العربية.
2. تعزيز صمود المواطنين المقدسيين ثقافياً وتربوياً واجتماعياً واعلامياً واقتصادياً، المساهمة في تخفيف معاناة مواطني المدينة المقدسة من خلال إيجاد فرص عمل للأيدي العاملة فيها.
3. تفعيل الحراك الثقافي في القدس ومحيطها داخل وخارج الوطن.
4. تأهيل بنى تحتية مناسبة للاحتفاء بالقدس عاصمة الثقافية العربية.
5. توسيع وتعميق دائرة التضامن العربي والدولي للحفاظ على عروبة القدس.
6. كسر العزلة الثقافية التي تعيشها المدينة عن واقعها العربي الطبيعي بفعل ممارسات الاحتلال.
7. المساهمة في التخفيف من المشاكل الاجتماعية التي يعاني منها المجتمع الفلسطيني داخل مدينة القدس.
8. دعم البرامج والنشاطات والفعاليات الثقافية التي سيتم تنفيذها من أجل تأكيد هوية القدس العربية.
9. دعوة الدول العربية لتنفيذ نشاطات وفعاليات ثقافية في عواصمها لتعزيز الهوية الثقافية العربية لمدينة القدس.
10. تنفيذ حملة عالمية بالتنسيق مع الهيئات الدولية والاقليمية وحركة التضامن مع الشعب الفلسطيني من أجل فك الحصار وتعزيز الهوية العربية للقدس حضارة وتاريخاً وأصالة.


و هذا هو موقع الاحتقالية الرسمي


مع بساطة الاهداف الا انني ارى انها السهل الممتنع

مع الوضع العربي الحالي

و الوضع الثقافي المتردي


القدس تفتقدك كما انا في هذه المناسبة













الأحد، فبراير 22، 2009

الفصول الاربعة بيوم الا ربع

استيقظت صباحا






على زقزقة العصافير و اشعة الشمس تتسرب من بين يد الغيم






فجا ة........................................






رعد






برق






قلت فرجت و ركضت للشباك






لا طلعت لبرة






كانت فرحتي زي اللي ربحت سيارة رينج على غفلة من سوء الحظ



بدا رش المطر
و انا بمد ايدي لامسك اي قطرة


شتي كمان شوي


خلص الشتا في اقل من ربع ساعة بعد ما الرعد ضلوا يرن في السما و لا اجراس الميلاد


و دخلت للبيت






" يلا احسن من بلا "


دخلت المطبخ اعمل قهوة

بخلال عشر دقايق


صوت ماما من بعيد






سكروا الشباك


غبرت ( طوزت متل ما بحكوا عنا - و هاي معناها طوز و تدل في معجم ابو المعارف انها غبار )


و اللي ما بعرف الغبار يعني لازم يتعرف على بعض خواصه متلا بتتملا المشافي بالاطفال اللي عندهم ضيق تنفس






البيوت بتصير كلها غبرة و هات على عطس و كحكحة


و حالة


يعني الجو كان شوي بتضحك علي


و عم اشوف ببعض المدونات انها بتتلج عندهم


بصراحة و بلا حقد






نيالكم






بحسدكم






عيني عليكم و على جوكم مو باردة













بس نفسي اعرف العصافير اللي كانت الصبح مبسوطة . شو صار فيها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

























الجو عنا بشبه هيك :













نفسي هيك :
















الأربعاء، فبراير 18، 2009

رحيل و قلم






لا اعرف ما سر الحزن الذي ينتابني كلما رحل كاتب او شاعر . لعله شعوري المؤكد انه سيترك فراغا لا يعوض



عندما رحل درويش شعرت بحزن في داخلي لا يمكن لي ان اتجاوزه



رحل و ترك كرسيا فارغا لن يعوض



ليس تحيزا لدرويش ولكن من يعيش حياة هذا الشاعر بكل تناقضاتها و احلامها و سقطاتها و نهوضها



يستطيع ان يكتب مثله



علني متحيزه له



لكنني اعترف انني متحيزة لكل بقعة حبر تنزف من الم زمن



مر على ورقة



فجف الحبر



و اصفرت الورقة



و صارت تاريخا معتقا نرتشفه






اليوم رحل قلم مميز ايضا



هو الطيب صالح












قلم روائي معبر من السودان



اذكر اول مرة قرات له فيها كانت روايته المشهورة موسم الهجرة الى الشمال



في ايام دراستي الجامعية في الاردن كنت اذهب بداية كل شهر الى احدى المكتبات التي تنزوي في شارع ضيق



اول مكتبة كنت ادخل اليها فاجد مالكها قارئ له ذوق رفيع في انتقاء و مناقشة الكتاب و الرواية



كنت اشتري رواية كل شهر وكتاب ادبي او شعري او كتب تفسر لي نهجا او تيارا لاتعرف عليه



كنت دوما ادخل الى المكتبة ولاختار احد الكتب من الممكن ان استغرق ساعة كاملة و يساعدني مالكها بعدما تعرف على ذوقي في انتقاء الكتب .



رائحة الكتب جميلة - معتقة



لا وصف لها



الا انها ................... مريحة



وقع ناظري الى الاسم



الطيب صالح



موسم الهجرة الى الشمال



لا اتذكر ما الذي شدني الى الرواية اسم الكاتب ام اسم كتابه



اخترتها بعد دخولي الى المكتبة بعشرة دقائق



علق صاحب المكتبة " رح يعجبك كتير ورح تطلبي كتبه كلها "

و هذا بالفعل ما حصل لكنني لم اجد روايه له بجمالية موسم الهجرة الى الشمال و لكنه كتن ينقلنا الى جنوب الوطن العربي ويصفه لنا
و كان وصفه الدقيق والبسيط لقروية تجمل نفسها لليلة على شاطئ النيل

لبيت على مرمى حجر من النهر يموت سكانه عطشى

يشدني وينتقل بي الى عالم اخر


مثل العادةلا اعرف لماذا كتبت

عله فقط لاقول



ايها الطيب



لوصف الايدي السمراء



و معرفة تعرجات القدر في بلدة عجوز على خط النيل



و ان نعرف اكثر عن روح في داخلنا



كان يجب ان نقرا لك






سلام لروحك






موسم الهجرة الى الشمال للتحميل :







الأحد، فبراير 15، 2009

انا و العمل

يدق المنبه مبكرا اليوم تمر امي امامي الف مرة لتتاكد انني اتجهت لاغسل احلام الليل بماء بارد "لاصحصح "على رايها و استقبل واقع النهار .
اليوم هو اول ايام دوامي بعد الاجازة الربيعية
كم متعب هو اليوم الاول هذا ما فكرت به منذ الوهلة الاولى التي وعيت بها لاستقبال نهار جديد ..................
و بعد صلوات امي ودعائها لي اتجهت الى الباب فوجدت الجو غائم
ارتحت قليلا كوني من عشاق المطر و ركبت السيارة و بدات ادندن مع فيروز و انا اشم رائحة القهوة السادة التي تساعدني على البقاء حية و تثبت عقلي قليلا في مكانه
ايعقل ان احدا يتوجه الى العمل في هذا الجو وهذه الساعة المبكرة ؟؟؟؟؟ قبل الشحادة و بنتها
و هذه من الجوانب السيئة لعملي
تذكرت ايام الجامعة و تذكرت شتاء عمان .............
كنت افضل ان اشرب القهوة في احد المقاهي في شارع الجامعة على ان اتوجه الى محاضرة المايكرو
هناك رباط روحاني قوي بيني و بين تلك الغيمات الغاضبات في السماء
كانهن تحمل وزرا و تردن القاءه على الارض او امانة يجب ان تسلم الى الارض
المهم انه شيئ ثقيل ما عادت تحتملهن
ما الذي رماني الى تلك المهنة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بعد تخرجي عدت للعيش مع اهلي و الاستقرار معهم . لا شيئ كدفئ الاسرة و رؤية الجنة التي تزرعها الام بابتسامتها و بدات مشوار البحث عن عمل
و كانت المعضلة الاساسية هي الخبرة . فتدخل الى مكتب احد المدراء لاجراء مقابلة شخصية و تراه عابسا كانه سقراط عهده يتفنن في ادلاء النصائح لجديدي العهد مثلي و عند الانتهاء من القاء خطبه يقول للاسف هذه الوظيفة تحتاج الى الخبرة
يا الهي كم مرة شعرت باني ساصرخ في وجهه ووجه سكرتيرته
الم ترو السيرة الذاتية المقدمة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ انني حديثة التخرج ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
من اين ياتي امثالي بالخبرة و بالامس فقط تخرجنا من الجامعة
و بعد كثير الوقت قرات الاعلان المطلوب ي احد الشركات الخاصة بمعدات الادوات المخبرية "و هنا تخصصي"
مختبرات ... و بعثت بسيرتي الذاتية و رن الهاتف صباح اليوم التالي لتقول لي فتاة عربية لكنها لا تتحدث معي سوى الانجليزية - لماذا لا تسال ؟ و تحدد لي موعدا بعد نصف ساعة
و انطلقت الى هناك و في فكري و عقلي الف الف حلم
شركة مروموقة - مرتب مغري - يعتمدون على الشهادة الجامعية - لم يطلبوا اي خبرات - و يطلب من المتقدم ان يكون على علم باستحدام الحاسوب - يتقنون اللغة العربية و الانجليزية ........... بالاضافة الى الاساس انني تخصص مختبرات و تحاليل طبية - دوام من الساعة التاسعة صباحا الى الثالثة و النصف يا عيني

يعني بالاختصار مفصلة الي
دخلت الى مقر الشركة لا ادري لم انتابتني نوبة من السخرية
شركة فخمة للمعدات الطبية لماذا تعلق صورا و تماثيل غريبة لفرسان محاربين . دوما نحن العرب في حالة حرب و ان دخلناها قالوا عنها مغامرة
و التقيت بعشرة فتيات متقدمات الى الوظيفة . لا اعرف كيف ميزتهن و لكنه احساس الانثى و احساس الانا
و في قلبي دعاء دوما اردده " يا رب ما اكون حاخد نصيب وحدة منهم محتاجة للشغل اكتر مني "

و دخلت الى الفتاة التي هاتفتني و مشت معي في ممر طويل و قالت لي ان علي اجتياز جميع هذه الاختبارات قبل الاختبار النهائي و مقابلة السيد المدير
و بالفعل يقف بجانبك موظف انيق و يرمي لك باختبار تلو الاخر و يبتسم ببرود في وجهك الى ان تنجز ما عليك
و من ثم ينادون باسماء الناجحات لمقابلة المدير .
و بعد الانتهاء جلست في غرفة الاستقبال انتظر المقابلة العظيمة .
و اذا بالباب يفتح و يمر من امامي موظفان و معهم فتاة لا اعرف و لكنني احسست انها طويلة جدا بشعر طويل ايضا و الشيئ الوحيد الذي لم يكن طويل للاختصار هو التنورة و لا اعرف من اين اتت بالوقت الازم لوضع كل مساحيق التبرج التي اخترعت و ظلال العيون ؟
نظرت بنظرة عفوية الى الجينز الفاتح الذي ارتديه . لا اعرف لماذا ؟؟؟؟
و نادت الفتاة على اسمي . و اعترضت احدى المتقدمات لانها اتت قبلي و ادت الاختبار قبلي و ردت الفتاة و هي تقطب وجهها
نحن نرتب الدور حسب النتائج و هي الوحيدة التي حصلت عليها كاملة تقريبا لذا يفضل المدير مقابلتها اولا
كنت كالفراشة وقتها و انا بطريقي الى مكتب المدير قررت ام السيارة التي ساشتريها هي " برادوا "
و مررت بمكتب سكرتيرة المدير الاولى و رايت الفتاة الطويلة تجلس هناك و تمتم بينها و بين احد الموظفين علقت باذني كلمة
" انا ما بعرف شي عن هاي الادوات و الاشكال الغريبة . بتعلموني ؟ "
- اكيد رح نعلمك ولا يهمك .
و دخلت غرفة المدير و كان في غاية الظرف و اثنى على ادائي بالاختبارات و قال لي انه يسعده ان يكون موظفوه من هذا المستوى العلمي و الثقافي . و لا ادري كيف قيمني ثقافيا و لكن كلمة و بتنحكى
و مر اسبوع وراه اسبوع الى ان التقيت باحد الصديقات و عندما رويت لها القصة قالت لي انها تعرف احد الفتيات الاتي يعملن هناك و ستسالها و بعدد الحاحي عليها اتصلت بنفس الوقت
اظنكم عرفتوا الطبخة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
طبعا الفتاة الطويلة هي التي فازت بالوظيفة و التي لم تجر اختبارا واحدا و ايضا لم تعرف اسماء هذه الاشياء عن المعدات الطبية
في داخلي اصبت باحباط شديد و لكنني قاومته
هي لم تجري اي اختبار و ذهبت لمقابلة المدير
طبعا المدير سيختارها ام يختار فتاة تاتي الى المقابلة بجينز فاتح و شعر كيرلي و لا تضع اي مسحوق الا واق الشمس ؟
طبعا هي
مررت بفترة لا اود ان اجري اية مقابلة و اصرت امي ان علي ان اخرج من هذه الحالة و ان مدرسة بالقرب من البيت بحاجة لمعلمات للصفوف الاولى
هيا جربي و اذا ما عجبك بتقدري تبطلي اول ثلاثة اشهر
خرجت ماشية الى المدرسة القريبة من المنزل و افكر بنصف الكاس الممتلئ
اجازات - التعامل مع اطفال و هي تجربة جديدة حيث ان اصغر فرد من العائلة كان يدرس في السنة النهائية من الجامعة
و راتب زهيد لا يصلح لشراء عربة و ليست سيارة
على الاقل لن يطالبونني بوضع مكياج من الصبح و هذا ما اكرهه مثلا
و كتبت العقد و كانني مخدرة
احسن من القعدة بالبيت
و كان اليوم الاول
دخلت على صف به 30 طالب و هو الصف ......... الاول الابتدائي
عبراتهم و دموعهم لم تجف بعد وداع اهلهم
و اخرون يبكون بصمت و ينظرون الي
كدت انهار ايضا انا و ابكي
التفت الى اللوح الابيض لاداري ارتباكي
تخيلت نفسي اركض خارج الفصل هاربة
ما هذه الورطة ؟ التفت اليهم و اذا ببنت جريئة لم تبكي و تخفف عن اصدقائها . اخذتها بالقرب مني علها تخفف عني ايضا
قلت لهم الذي لا يبكي ساروي له حكاية و ايضا معي هدية له
مع علمي ان الحلويات تسوس الاسنان لكنني اشتريتها علها تفيدني و ها هي تسعفني
اقترب اغلب الطلاب مني و جلسوا على الكراسي المخصصة لركن القراءة الحرة و جلست انا على احداها و بدات بتاليف قصة من خيالي عن ارنب و اسد و خروف و حيوانات كثيرة و دب الصمت و استمعوا الي
اقتربت الفتاة الجريئة مني و قالت لي شعرك يا معلمتي جميل
انا احبك
و ردد اغلب التلاميذ قولها لي
زاد ارتباكي . اقتنعوا بي من دون اية رتوش . او اي مكياج
احبوني بعفوية
كل يوم و انا ادخل الى صفي لاجد اعين سنافري الصغار كما احب ان اسميهم معلقة بي
تبتسم لي
تتلهف لكي اجعلها تجاوب
و في كل فترة يعبرون عن حبهم او حتى غضبهم مني ببساطة
اعرف انني بمكاني الصحيح
عالم تغرق به و تحبه
لا نميمة ولا حقد و لا ضغينة ولا اي مشاعر غير صادقة
ما زلت هنا اعمل معهم و ادرسهم
مع انني مازلت ابحث عن وظيفة ملائمة ترضي الانا بداخلي
وبالمناسبة لم اشتر البرادو
و ما زلت احلم

http://arabic.salmiya.net/songs/marcel/ram/marcel42.ram




الثلاثاء، فبراير 10، 2009

العجوز و أنا

غريب ما يصيب المرء عندما يسطو عليه جنون الكتابة .غريب ما يصيب ذاكرتي الضعيفة بشهادة الجميع . اجد ان ذكريات و شوارع و مواقف تمر امامي و قد دفنت في قاع النفس
جلست ذاكرتي متكاة على غبارها و انا اشرب القهوة و اسمع صوت فيروز يدق الكون حولي كمهباج بدوية تعد القهوة لسائري الليل مع نسمات باردة تزرع الرعشة في اناملي
تذكرت ذلك الوجه العجوز الذي كان يحتل مكانة من فضولي الانثوي كيف و لماذا و لاي سبب اتت ملامحه واضحة و تلك النظرة التي اصبحت بعد فترة امقتها لما تسببه من الم داخلي . لم انت و الن ؟ بلا سبب تنتفض الايام السابقة في داخلنا لتقول لنا اننا مررنا من هناك يوما ما و دقت اقدامنا ارضا غريبة .

ذلك الرجل المتكا على جدران احد الشوارع في مدينة لا يخفى فيها خبر .

كنت دوما في ايام الجامعة اتناول القهوة مع صوت فيروزفي احد المحلات القديمة على الشارع كان ادمانا يوميا . حتى انني اشعر ان يومي يعد ناقصا لو لم امر بهذا المحل
المهم
فجاة ظهر ذلك الرجل الذي يجلس على الرصيف ليبيع الدخان للمارة
كان لحيته البيضاء مهذبة و يضع شماغا ابيض اللون بطريقة دقيقة يخفي بها بعضا من التجاعيد في وجهه كانت مرسومة على الطريقة البابلية في نحت الالواح
لم اكن دقيقة الملاحظة من قبل
لكن هناك فضول انثوي اعتراني كلما رايته يتناول احد باكيتات الدخان بطريقة دقيقة بحيث لا تهتز بقية العلب .
تلك الانامل التي مر عليها الزمن و لكن بنعومة من دون ان يترك اثرا الا الوقار الذي يضعه الزمن و السنين كبصمة تدل على ان هذا الرجل له تاريخ ؟
لا اسوأمن فضول الانثى و ثرثراتها
و هذه الانا .
كنت امر من امامه والقي نظرة و احيانا اشتري ولاعة او اي شيئ فقط لانظر في عينيه
لم ار في عينيه سوى نظرة عتب على الايام . كم كانت تحزنني تلك النظرة و الابتسامة الهادئة
و لكي اريح بالي الذي اصبح مشغولا بتارخ ذلك الرجل سالت عنه في المحل بحجة انني استغرب جلوسه هكذا الا يخاف ان تاتيه الشرطة ؟
رد علي زميل لي و قال هذا رجل كان يعمل معلما في احد المدارس و لكنه ادمن تدخين الحشيش و انقلبت الامور على راسه عندما طرده اولاده من البيت
لم اقتنع بتلك القصة . لم يكن باديا عليه اثار الادمان و لم اراه يوما ممسكا بسيجارة من التي يبيعها للمارة
قال لي احد العاملين بالمحل ان الرجل العجوز عراقي اتى الى هنا بعد الحرب و كان استاذا جامعيا لم يقتنع ان يكون هنديا احمرا جديدا او ان يكون حرا بالطريقة الامريكية فرحل و ترك البلاد
و قالت لي احدى الفتيات ان هذا الرجل هو من ابناء المخيم كثرت عليه الضرائب فباع بقالته و صار يبيع الدخان على الطريق
و اخر قال لي انه رجل ربى اولاده و علمهم و عندما كبروا هاجروا الى بلاد بعيدة وتركوه يعتاش من هذه المهنة بعد ان باع ارضه و بيته ليكمل تعليمهم
و ختم جملته قائلا يلعن ابوالخلفة و اللي بخلفوها
مرة حاولت ان اساله اي شيئ كي اسمع صوته عله يدلني على صحة احد القصص التي سمعتها و لكنني كلما سالته عن شيئ اردته كان يومئ براسه او يشير اليه بيديه كمن انهكته الايام فلم يعد يقوى على شيئ
تخرجت من الجامعة و بعد سنة عدت الى المدينة
لم يتغير بها شيئ حتى المحل الذي كنت ادمن قهوتي الصباحية فيها كان موجودا مع تقشر جدرانه و انحناء بعض الطاولات فيه و كلمة المحل للبيع ( هذه جديدة)
اما الدوار الذي كان مزروعا بالازهار اجرته البلدية لاحد شركات الاعلانات فوضعت به شاشة كبيرة تبث به اعلانات متنوعة مما ادى الى زيادة عدد الحوادث
طبعا السائق ينتبه للبنت اللي بترقص بنص اواعيها لاعلان علبة في يدها ترقص بها حتى انني لا اعرف ما دخل شامبو الشعر بالسيقان الطويلة للفتاة والا ينتبه لاولوية المرور في الدوار .
اول شيئ نظرت اليه بعد جلوسي على الكرسي هو مكان بسطة الدخان ولم اجد الرجل
هل مات ؟
هل رحل الى رصيف اخر ؟
و عندما سالت عنه استغرب عامل المقهى ورد بسؤالي : لهلا و انتي شاغلة عقلك بهالزلمة . يا ستي هدا لو كان اصغر شوي و احلى شو كنتي عملتي
ضحكت من رده الابله نحن في وطننا العربي ما عاد تفكيرنا يسعفنا الا للاقرب فمثلا الرجل و المراة يعني علاقة و شيطان تالت بينهم و كل واحد حسب تفكيروا و نيتو كمان

و لو بدك تعتمد على النية راحت عليك و على سمعتك من زمان
لم استطع التحمل و ذهبت الى صاحب المقهى لاساله عن العجوز اين ذهب
قال لي انه رحل كما اتى بدون اية كلمة و لا حتى سلام .

- لو لم اراه يتحدث على الهاتف لاعتقدت انه اخرس لم اكن استطيع ان اضغط عليه نظراته كانت تصيبني بالشلل كلما اتيت له منزعجا من بستطه فما كان مني الا ان اشتري علبة سجائر و ارحل
كان غريبا هذا الرجل كل منا نظر اليه و فسر وجوده بطريقته
فهناك من اعتقد انه لاجئ من العراق او من المخيم او من احدى القرى او غيره
كل منا ينظر الى الاخر بطريقته و لا يعنينا الحقيقة ابدا
طعم المرارة ارجعني الى الحاضر و تنهدت
رحمة الله عليك ان كنت حيا او ميتا .
اه من الفضول ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟



كتبت في 10-12-2008





_______________________________________


لم اعد ادري ان كان فضولي اليك مزعجا . اينما كنت اعذرني




الأحد، فبراير 08، 2009

رمال مبعثرة ( هي و هو )

هي :
يمارس لغة الجسد بعينيه فقط
يستطيع أن
يصرخ بي
يضحكني
يهددني
يكافؤني

يثير الغيرة بداخلي

بعينيه فقط

هو ذاك الذي يزرع الفصول الاربعة في جسدي
مرة واحدة
بنظرة من الشوق
يشعلني
يعصف بي
يطفؤني
بعينيه فقط
_____________________

هو :
في كفيها عشب يحتوي جسدي
فلا أشعر بالم الشمس في عروقي ان مرت
لا أحس بريح تزرع بذرة محرمة من قهر السنين على جبيني
لا تلامسني نسمات العمر الذي شكل مني قهرا
يمر ....... و لا يترك اثرا
الا قليلا من الألم
و أقل من الفرح .
هي لون النار
هي لسعات الثلج
هي كل شيئ حولي

http://arabic.salmiya.net/songs/marcel/ram/marcel55.ram

مجرد محاولة

الخميس، فبراير 05، 2009

بحر و ارض و رب



عندما انظر دوما الى البحر اتمنى ان يطول نظري لارى ما خلفه


مع علمي ان هناك شاطئ اخر خلف قطرات الماء المتحدة لتحتوي حياة مختلفة و متاكدة ان هناك اناس و مشاكل و تلفاز و كتاب شعر و حب يضل طريقه فيصيب احيانا و يخيب احيانا اخرى


الا ان البحر الذي افكر به الان غير البحر الذي اراه دوما امامي


هناك على الطرف الاخر بحر تجد فيه تحديات من نوع اخر


تحديات الصيادين للامواج و الطقس


و تحديات الفتية على الشاطئ و هم يهربون من مداعبات المياه الزرقاء لارجلهم الصغيرة


و تحديات سفن تريد ببساطة ان تكسر طوقا من الحصار على شعب ليس له ذنب الا انه فلسطيني


سفينة الاخوة التي تابعت انطلاقتها و اتابع اسرها الان على الشاشات "تستغيث "


ما هو ذنبها ؟؟؟؟


التهمة جاهزة


1- ركابها تحدوا القانون الاسرائيلي الذي هو الاعلى الان

2- حملوا معهم العابا لاطفال غزة و حليب

3- الالعاب تردهم الى الطفولة و هذا امر غير جائز للاسرائيلين الذين يريدون ردهم الى باطن امهم الارض

4- اما الحليب و الاغذية فهم لا يحتاجونها لان حربا ستطرق باب سمائهم من جديد و تقتلهم فما فائدة تغذيتهم



و ارادوا ان يثبتوا ان هناك على هذه الارض اناسا مازالوا يتنفسون الحرية على الرغم مما راوه مسبقا من جرائم الجيش الاسرائيلي الا انهم تحدوا الخوف و لم يابهوا لافواه ساخرة تطلق احرف الهجاء و لا تكون كلمة واحدة مفيدة


السفينه تم تفتيشها في ميناء لارنكا القبرصي و لا تحتوي الا مساعدات بسيطة ربما لن تكفي اهل غزة جميعهم ليوم واحد


و لكن الاهم من السفينة و البضائع هم اشخاص ركبوا الموج و تحدوا انفسهم ليثبتوا للغيمات الشاردات اننا مازلنا نستحق الحياة رغم فتح صدورنا للموت فجاة


(سيطل علينا خبراء و محللون و يقولون ما فائدة ذهابهم لهناك و تعريض حياتهم للخطر )


"هيهم الاسرائيليين ما سكتوا شو استفادوا غير الخوف ؟ و شو استفاد اهل غزة منهم ؟"


اقول لهم ما استفادوا هم و ما استفاده اهل غزة و ما استفدته انا هنا الجالسة اراقب من بعيد و لا عمل لدي سوى ترتيل بعض الادعية


اولا ما استفادوا هم ؟


هم لا يبحثون عن فائدة مادية لان امثالهم قد ارتقى كل شيئ مادي فهم يسطتيعون ان يقضوا ساعاتهم هذه على احد الشواطئ ليستجموا مثلا او في احد المنتزهات ليغيروا جو و يتنفسوا هواءا نقيا . و اذا قلت لي ان الدنيا برد فاقول لك كان بامكانهم الجلوس امام المدفاة و ان يراقبوا احد القنوات الفضائية و هي تستضيف عاهرة لتقتل الملل القابع في قلوب المشاهدين السذج و يراقبون كلمات شكرها لله لوصولها لمرحلة فائقة من العهر و ذلك لان الله يحبها ؟


لكنهم اختاروا طريقا اخر لايجاد انفسهم و ركبوا السفينة راغبين في ان يثبتوا لانفسهم و لنا و لكل العالم ان الانسانية لم تنتحر على عتبات قصر السلطان أو البيت الابيض بعد .


ما استفاد اهل غزة ؟


ان مررت يوما بتجربة حرب تود لو ان احدا يمسك بيدك في لحظة خوف و يشد عليها ليطمئنك .


نحن بعيدون عنهم و لكن نريد ان نقول لهم برسالة بسيطة اننا لم يكن لنا ذنب في قتلهم


فمن قتلوهم يعدون لنا موتا بطريقة اخرى و باسلوب جديد




اما عني انا استفدت الكثير من تجاربهم و تجارب السفن التي قبلهم مثلا لقد تاكدت اننا ليس لنا غير رب يراقبنا من السماء و يقول هكذا عذبتك ايتها الارض و بعثت بهم على ظهرك كي يثقلوك


ما الذنب الذي ارتكبته الارض لكي تحوي امثالنا


و امثال اصحاب القرار فينا




شكرا للرب


شكرا لهم


" و للعلم فقط السفينة على متنها مطران القدس في المنفى ايلاريون كبوجي والشيخ صلاح الدين علايلي ورئيس رابطة علماء فلسطين الشيخ داوود مصطفى ومنسق الحملة هاني سليمان واربعة إعلاميين من قناتي الجزيرة والجديد "




" صوت مراسلة الجزيرة المهتز للان في اذني و هي تصف الحالة التي وصل اليها الركاب بعد اقتحام البحرية الاسرائيلية للسفينة . اتمنى ان تعود و كل من في السفينة بسلامة و خير "




ندعو لهم بالسلامة
































المطران الفلسطيني إيلاريون كابوشي (81 عاما).

الأربعاء، فبراير 04، 2009

حالة

في بداية هذه الاجازة الربيعية حيث انا
لم يكن الشتاء قويا
و غضبت الغيمات علينا و تحالفت مع الريح و رحلت
و عطشت الارض
و اصابتني فجاة حالة من جفاف الروح و عطش .
كيف لانسان ان يتعلق ببعض قطرات المطر و ان يحب ان تلطمه لفحات من الهواء البارد و تصيب روحه الرعشة
هذه الانا التي تحب
و لا تحب
دوما احب الشتاء و لا اعد له الملابس كنت افضل ان اتجمد من البرد و تتولد من رعشات فمي ضحكة و احس بفرح
ذهب الشتاء و لم اضحك تلك الضحكة
من الممكن ان تقول لي اذهبي و اجلسي تحت الدوش البارد و اطلعي فجاة امام التكييف و موتي من البرد و حلي عنا
اقتراح جيد
لكنني احب الحياة
هذا ما اكتشفته مؤخرا بعد رؤية الموت يتجول في غزة
بدا ت هذه الاجازة و لم اجد ما افعله فاردت ان ترتاح اعصابي التي شلت و ان اخفف الوطء على دقات قلبي و اقاطع تلك الشاشة المجنونة التي تستطيع ان تنقلك من صلاة روحية و حديث نبوي بضغطة زر فجاة الى بيت دعارة و مجن
و ان تنقلك من امام ملائكة يتحدثون عن البيت و هم في خيام الى شياطين يتحدثون عن الحياة و هم بلا روح
و اطفات التلفاز و قررت ان اتصل ببعض الاصدقاء و اعيش حياتي هيك بلا اي عقل
و بدون مقدمات وجدتني عدت الى حياة طبيعية لفتاة ثلاثينية في فترة الربيع . و اردت ان اختبر قوتي التي مارستها طوال تلك السنين فالقيت بنفسي الى اول طريق يؤدي الى الحياة كما يزعمون
حاولت جاهدة الا افكر باي شيئ يعكر صفو الساعات الكل يتحدثون و يضحكون و مازلت انا في داخلي هناك
لا ادري اين ؟
فلتت مني ابتسامة ساخرة فنظر الي احد الاصدقاء و سالني عنها
لم اعرف الاجابة حقا
ما الذي حل بي
هل انا فتاة نكدية ام ماذا ؟
و عدت فجاة الى الوراء حيث قالت لي امي مرة " يا بنتي بطلي الكتب اللي بتقرايها و اللي انت بتشوفي على النت رح تجنني حالك "
فقررت ان اتمشى قليلا عل هواء البحر يوقظني
و لا فائدة هاجمتني كل الذكريات
كل شيئ منذ بداية الحياة الى الا شيئ . تبا لتلك القطرات التي لم تسقط لتغسل غبار السنين و غبار الجو ايضا
و عدت الى الطاولة بسرعة قبل ان افتح بابا الى البحر الذي في داخلي
و اكثرت من الحديث و الضحك و لكن ذلك الغول في داخلي لم يهدأ ابدا ظل يترنح الى ان عدت الى المنزل
و لا تغيير في اي شيئ
احب الحياة و لكنني لم اعد احب اي شيئ
هي حالة تصيب الكثير منا فترة و ان انكرناها
هي الا حب و الا كره
كل شيئ حولنا لم يتغير . حتى المواضيع التي تناقش في البيت على مدار ستون عاما و التي تناقش خارج البيت على مدرا عشرين سنة لم تتغير
لو ذهبنا الى المتحف لوجدناه فارغا لان اي شيئ لم يتغير فقد توقف الزمن و ما عادت هناك ذكريات او تحف او اي شيئ يستحق ان نحتفظ به في المتحف
فقررت فجاة ان اخوض الحياة كما انا الان و ما العيب في ان تشاهد الموت LIVEو لا تعتبر؟
و ما العيب في ان تقرا كتبا قد تقودك الى ما خلف القرن الواحد و العشرين و تعود بك الى الوراء
( ما كل العالم العربي برجع لورا وقفت علي انا )
و عدت لاسمع اغنيتي المفضلة مرارا و تكرارا و انا اسمع صوت امي من خلفي تكرر
( و الله يا ماما انتي رح تجنني حالك - و تجننيني معك )
و اذا حبيتوا تنجنوا معي :

http://http://arabic.salmiya.net/songs/marcel/ram/marcel52.ram


الأحد، فبراير 01، 2009

نهر الجنون من دافوس الى رام الله

من استمع الى ما قاله بيريز في المنتدى الاقتصادي في دافوس يعض على شفتيه قهرا و يسال
هل هو مجنون ؟ ام نحن المجانين ؟
لا ادري كيف تتفوق الوقاحة و العنترية على الانسانية و الاحساس بالذنب ؟
كيف لبيريز ان يتكلم بعد كل المجازر و كل الدماء ان يتكلم عن السلام و الاطفال و النساء و اعمار غزة ؟
و لكن ان كنت لا استغرب من قاتل مثله و سفاح فانا اكيد ساستغرب موقف عمر موسى المتردد
الذي شاهد المقابلة سيكتشف ان عمرو موسى مثل الحكومات العربية التي تتردد في ان تاخذ موقفا واحدا حتى لو كان بالانسحاب من قمة دافوس
ماذا كنت تنتظر يا امين عام جامعة الدول العربية لتلحق باردوغان ؟
و ان تقف مترددا بين اتجاهين ؟
انا لا الومك فالقرار حتى ابسطه ليس بيديك فانت لا تنتظر ارضاء عامة الشعب الذين هم بمفهوم من عينوك قطعان لا تفهم شيئا عن السياسة .

و انتقل الى رام الله

رام الله هي من اجمل المدن تحتويك عند زيارتها عبق من التاريخ و الدم و رائحة جميلة لزهرة تحاول ان تتبرعم بعد كل قصف .
لا تعرف كيف تصف تلك الرائحة و لكنها تجعلك تحس بنشوة عارمة " ذلك عند زيارتها فقط "
لكن عندما تسمع ما يتشدق به اقطاعيوا رام الله تفوح من شاشة التلفاز رائحة اخرى غريبة عليك و لا اريد ان الوث هذه المرة الجنون و الصق التهمة به
هل افتخر السيد الرئيس الذي لا اعرف هو رئيس على من ؟ و تابعه ياسر عبد ربه بذكر اسمائهم على لسان انسان مشهور كبيريز و الاستشهاد بقولهم كانهم انبياء فتنة جدد ؟
هل شعروا بالفخر لانه مازال يتذكرهم ؟ و يحترمهم كاصدقاء له ؟
و ايضا يقوم لهم باعمالهم فطرد السفير الفنزويلي لم يكن الا خدمة من صديق لصدبق
لا تتعب نفسك يا عباس فنحن نقوم بكل شيئ عنك فقط انت تحدث امام الشاشات و اعقد حاجبيك اكثر لتريهم كم تليق بك الرئاسة ؟
و نحن نقصف و نطرد و نأمر و ننهي أنت فقط و أتباعك ( احكو ما الحكي ببلاش و احنا بنعوضك عن كل اشي )
و عبد ربه ذاك الرجل يطل الان بهيبة على الشاشات و تتلوى الراء قهرا منه علها ان خرجت صحيحة تصيبه بالبكم فجاة و نرتاح ليتحدث عن قطعان حماس ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اهذا كله لان المال المتدقف لن يكون بامرة خزينة دولتكم ؟
و اجد نفسي متسمرة لا اعرف من هو المجنون هل انا ام هم ؟
برايكم صراحة
عندما اقف في صف المقاومة و احترق قهرا على طفل في غزة تحرقه قنابل الفسفور الابيض و اكون من الشارع الذي خرج لمناصرة الاقوياء المرابطين على حدود من الحرية و ارفض كما اي شخص ان يحاصروا و ان يقتلوا و ان دافعوا عن انفسهم و لو برمية نرد لا تعرف الا ارقام الحظ
انحني لهم باحترام
ارفع كل حروف اللغة لهم فقط و ارميها بايديهم
و لا شيئ بيدي غير ذلك
أجننت انا ؟
او ان اقتل كل حاسة في داخلي و ان استمع الى غرباء لا يتحدثون الان الا عن الاموال و الى اين ستذهب و من سيتسلمها ؟
اسال نفسي
من المجنون ؟
الذين شربوا من النهر أم الذين لم يشربوا ؟
اذا كانت مقاومة المحتل شرطها ان اشرب و ان اتعمد و ان احرق بنهر الجنون
فانا معهم
اذا كانت العزة هي ان اصلي فوق ركام اهدرته القوة بحجة او بدون حجة
فانا معهم
ان كانت الحياة ستشترط علي ان اموت من الجوع او بصاروخ
اختار الصاروخ مثلهم
للعلم فقط لمن لا يعلم عدد شهداء حصار غزة هم نصف عدد شهداء الحرب على غزة
يعني اما ان تختاروا الموت جوعا و بطيئا
او موتا بقطرات غيمة من حديد حارق لكن سريع
______________________

عندما استمع الى اطفال غزة و هم ينتحدثون بتسلسل عن مشاعرهم و ارائهم اخجل من نفسي لا اعرف ما الذي يدفعنا نحن الى حب الحياة ؟
تتفوق كلماتهم على اعمارهم
ووصفهم لحالتهم يصغرنا امام تذمرنا الدائم من كل شيئ
تسكتنا حروفهم
يصيبني صراخهم بالصمم
اود ان اهرب الى ابعد و لكن لا استطيع
سوى ان
..........................

لا شيئ استطيعه

شكرا لكم لانكم ازلتم الاقنعة عنا و اظهرتم المسخ فينا ؟

كل حرب و انتم ب ............................