الخميس، فبراير 05، 2009

بحر و ارض و رب



عندما انظر دوما الى البحر اتمنى ان يطول نظري لارى ما خلفه


مع علمي ان هناك شاطئ اخر خلف قطرات الماء المتحدة لتحتوي حياة مختلفة و متاكدة ان هناك اناس و مشاكل و تلفاز و كتاب شعر و حب يضل طريقه فيصيب احيانا و يخيب احيانا اخرى


الا ان البحر الذي افكر به الان غير البحر الذي اراه دوما امامي


هناك على الطرف الاخر بحر تجد فيه تحديات من نوع اخر


تحديات الصيادين للامواج و الطقس


و تحديات الفتية على الشاطئ و هم يهربون من مداعبات المياه الزرقاء لارجلهم الصغيرة


و تحديات سفن تريد ببساطة ان تكسر طوقا من الحصار على شعب ليس له ذنب الا انه فلسطيني


سفينة الاخوة التي تابعت انطلاقتها و اتابع اسرها الان على الشاشات "تستغيث "


ما هو ذنبها ؟؟؟؟


التهمة جاهزة


1- ركابها تحدوا القانون الاسرائيلي الذي هو الاعلى الان

2- حملوا معهم العابا لاطفال غزة و حليب

3- الالعاب تردهم الى الطفولة و هذا امر غير جائز للاسرائيلين الذين يريدون ردهم الى باطن امهم الارض

4- اما الحليب و الاغذية فهم لا يحتاجونها لان حربا ستطرق باب سمائهم من جديد و تقتلهم فما فائدة تغذيتهم



و ارادوا ان يثبتوا ان هناك على هذه الارض اناسا مازالوا يتنفسون الحرية على الرغم مما راوه مسبقا من جرائم الجيش الاسرائيلي الا انهم تحدوا الخوف و لم يابهوا لافواه ساخرة تطلق احرف الهجاء و لا تكون كلمة واحدة مفيدة


السفينه تم تفتيشها في ميناء لارنكا القبرصي و لا تحتوي الا مساعدات بسيطة ربما لن تكفي اهل غزة جميعهم ليوم واحد


و لكن الاهم من السفينة و البضائع هم اشخاص ركبوا الموج و تحدوا انفسهم ليثبتوا للغيمات الشاردات اننا مازلنا نستحق الحياة رغم فتح صدورنا للموت فجاة


(سيطل علينا خبراء و محللون و يقولون ما فائدة ذهابهم لهناك و تعريض حياتهم للخطر )


"هيهم الاسرائيليين ما سكتوا شو استفادوا غير الخوف ؟ و شو استفاد اهل غزة منهم ؟"


اقول لهم ما استفادوا هم و ما استفاده اهل غزة و ما استفدته انا هنا الجالسة اراقب من بعيد و لا عمل لدي سوى ترتيل بعض الادعية


اولا ما استفادوا هم ؟


هم لا يبحثون عن فائدة مادية لان امثالهم قد ارتقى كل شيئ مادي فهم يسطتيعون ان يقضوا ساعاتهم هذه على احد الشواطئ ليستجموا مثلا او في احد المنتزهات ليغيروا جو و يتنفسوا هواءا نقيا . و اذا قلت لي ان الدنيا برد فاقول لك كان بامكانهم الجلوس امام المدفاة و ان يراقبوا احد القنوات الفضائية و هي تستضيف عاهرة لتقتل الملل القابع في قلوب المشاهدين السذج و يراقبون كلمات شكرها لله لوصولها لمرحلة فائقة من العهر و ذلك لان الله يحبها ؟


لكنهم اختاروا طريقا اخر لايجاد انفسهم و ركبوا السفينة راغبين في ان يثبتوا لانفسهم و لنا و لكل العالم ان الانسانية لم تنتحر على عتبات قصر السلطان أو البيت الابيض بعد .


ما استفاد اهل غزة ؟


ان مررت يوما بتجربة حرب تود لو ان احدا يمسك بيدك في لحظة خوف و يشد عليها ليطمئنك .


نحن بعيدون عنهم و لكن نريد ان نقول لهم برسالة بسيطة اننا لم يكن لنا ذنب في قتلهم


فمن قتلوهم يعدون لنا موتا بطريقة اخرى و باسلوب جديد




اما عني انا استفدت الكثير من تجاربهم و تجارب السفن التي قبلهم مثلا لقد تاكدت اننا ليس لنا غير رب يراقبنا من السماء و يقول هكذا عذبتك ايتها الارض و بعثت بهم على ظهرك كي يثقلوك


ما الذنب الذي ارتكبته الارض لكي تحوي امثالنا


و امثال اصحاب القرار فينا




شكرا للرب


شكرا لهم


" و للعلم فقط السفينة على متنها مطران القدس في المنفى ايلاريون كبوجي والشيخ صلاح الدين علايلي ورئيس رابطة علماء فلسطين الشيخ داوود مصطفى ومنسق الحملة هاني سليمان واربعة إعلاميين من قناتي الجزيرة والجديد "




" صوت مراسلة الجزيرة المهتز للان في اذني و هي تصف الحالة التي وصل اليها الركاب بعد اقتحام البحرية الاسرائيلية للسفينة . اتمنى ان تعود و كل من في السفينة بسلامة و خير "




ندعو لهم بالسلامة
































المطران الفلسطيني إيلاريون كابوشي (81 عاما).

هناك تعليقان (2):

alzaher يقول...

الصهاينة ادعوا ان السفينةمعادية لأن على متنها شخص تورط في انشطة "ارهابية" في السبعينات
يالها من نكتة
مطران في الثمانين من عمره يخيف اكبر قوة عسكرية في المنطقة!

لبنــــــــــى يقول...

مطران في الثمانين ما زال نقشا في ذاكرتهم ؟؟؟؟
و طفل مثل فارس عودة يحقق لهم اهدافهم بقتله ؟؟؟؟؟

اليس هو شعب مختار ؟