الأربعاء، فبراير 18، 2009

رحيل و قلم






لا اعرف ما سر الحزن الذي ينتابني كلما رحل كاتب او شاعر . لعله شعوري المؤكد انه سيترك فراغا لا يعوض



عندما رحل درويش شعرت بحزن في داخلي لا يمكن لي ان اتجاوزه



رحل و ترك كرسيا فارغا لن يعوض



ليس تحيزا لدرويش ولكن من يعيش حياة هذا الشاعر بكل تناقضاتها و احلامها و سقطاتها و نهوضها



يستطيع ان يكتب مثله



علني متحيزه له



لكنني اعترف انني متحيزة لكل بقعة حبر تنزف من الم زمن



مر على ورقة



فجف الحبر



و اصفرت الورقة



و صارت تاريخا معتقا نرتشفه






اليوم رحل قلم مميز ايضا



هو الطيب صالح












قلم روائي معبر من السودان



اذكر اول مرة قرات له فيها كانت روايته المشهورة موسم الهجرة الى الشمال



في ايام دراستي الجامعية في الاردن كنت اذهب بداية كل شهر الى احدى المكتبات التي تنزوي في شارع ضيق



اول مكتبة كنت ادخل اليها فاجد مالكها قارئ له ذوق رفيع في انتقاء و مناقشة الكتاب و الرواية



كنت اشتري رواية كل شهر وكتاب ادبي او شعري او كتب تفسر لي نهجا او تيارا لاتعرف عليه



كنت دوما ادخل الى المكتبة ولاختار احد الكتب من الممكن ان استغرق ساعة كاملة و يساعدني مالكها بعدما تعرف على ذوقي في انتقاء الكتب .



رائحة الكتب جميلة - معتقة



لا وصف لها



الا انها ................... مريحة



وقع ناظري الى الاسم



الطيب صالح



موسم الهجرة الى الشمال



لا اتذكر ما الذي شدني الى الرواية اسم الكاتب ام اسم كتابه



اخترتها بعد دخولي الى المكتبة بعشرة دقائق



علق صاحب المكتبة " رح يعجبك كتير ورح تطلبي كتبه كلها "

و هذا بالفعل ما حصل لكنني لم اجد روايه له بجمالية موسم الهجرة الى الشمال و لكنه كتن ينقلنا الى جنوب الوطن العربي ويصفه لنا
و كان وصفه الدقيق والبسيط لقروية تجمل نفسها لليلة على شاطئ النيل

لبيت على مرمى حجر من النهر يموت سكانه عطشى

يشدني وينتقل بي الى عالم اخر


مثل العادةلا اعرف لماذا كتبت

عله فقط لاقول



ايها الطيب



لوصف الايدي السمراء



و معرفة تعرجات القدر في بلدة عجوز على خط النيل



و ان نعرف اكثر عن روح في داخلنا



كان يجب ان نقرا لك






سلام لروحك






موسم الهجرة الى الشمال للتحميل :







هناك 7 تعليقات:

غير معرف يقول...

للأسف الطيب صالح ماكانش مجرد كاتب ده كان مدرسة كتابة
بقيت أخاف أحب أديب لأني كل ما أحب حد يرحل

SyrianGavroche يقول...

للصدفة البحتة كنت يوم الاثنين أبحث عن كتاب في أكوام كتبي و وقع بين يدي كتابه "بندر شاه" و فكرت في أن علي إعادة قراءته في الفترة القادمة...

و اليوم علمت برحيله


رحمه الله

لبنــــــــــى يقول...

يحيى المصري

هذا الشعور اصبح يرافقني ايضا
نحن نفقد كاتبا و اديبا و شاعرا يترك فراغا لا يمكن في زماننا هذا ملؤه
شكرا لوجودك

syriangavroche
بندر شاه من الكتب التي قراتها و عند اعادة قلراءته تكتشف ان هناك كلمات تظهر لك لاول مرة وكانك تقرؤه لاول مرة

تحيتي لك

Gabriel يقول...

موت موت موت
اينما التفت اشعر بقرب انفاسه إلي
هل يحاول ملك الارواح تسديد الرهان الاخير الذي خسره ؟

شاعر كان ام خباز سيترك فراغا خلفه ، سيترك سريرا وحيدا ... وفي حالة الاقلام .. سيترك عقولا فارغة ...

SyrianGavroche يقول...

About Mahmoud Darwiche

Part 1

http://www.syriangavroche.com/2008/09/blog-post_08.html


Part 2

http://www.syriangavroche.com/2008/10/blog-post_22.html


Salamat

لبنــــــــــى يقول...

syriangavroche
" انا لو حفظونيقصايدي غصب كنت كرهت حالي "
بتعرف كم مرة حاولت انو اشوف محمود درويش ولم استطع ؟؟؟؟؟
كانت الظروف دوما معاكسة لي
لكن جراة منك وبحسن تعبير ان تتكلم معه هكذا
لو كنت انا لما استطعت

لقد تربينا في البيت على ان محمود درويش هو جزء من القضية
جزء من البيت
جزء من ذاكرتنا
اتذكرانني كنت احفظ له ريتا و سجل انا عربي منذ صغري
كانتا معنا دوما في البيت
الله يرحمو

gabriel:

اوافقك الراي شاعر - خباز - حتى لو كان عامل نظافة
كل منا له مساحته التي سيتركها فارغة و لو كانت بقلب احد ما

لكننا نفتقد الاقلام التي لا تعوض

وشكرا لتواجدكم معي هنا

غير معرف يقول...

صباح الخير جفرا ..
رحلوا ..
ولن يشغل مكانهم أحد
درويش لن يتكرر (وما بتفرق حتى لو اعتبروه تحيز)، الطيب صالح رحل هو أيضا تاركا وراه ذلك الفراغ ..
صراحة عجزت سابقا عن التعبير عند رحيل درويش والآن أعجز بعد رحيل الطيب ..