الأربعاء، فبراير 04، 2009

حالة

في بداية هذه الاجازة الربيعية حيث انا
لم يكن الشتاء قويا
و غضبت الغيمات علينا و تحالفت مع الريح و رحلت
و عطشت الارض
و اصابتني فجاة حالة من جفاف الروح و عطش .
كيف لانسان ان يتعلق ببعض قطرات المطر و ان يحب ان تلطمه لفحات من الهواء البارد و تصيب روحه الرعشة
هذه الانا التي تحب
و لا تحب
دوما احب الشتاء و لا اعد له الملابس كنت افضل ان اتجمد من البرد و تتولد من رعشات فمي ضحكة و احس بفرح
ذهب الشتاء و لم اضحك تلك الضحكة
من الممكن ان تقول لي اذهبي و اجلسي تحت الدوش البارد و اطلعي فجاة امام التكييف و موتي من البرد و حلي عنا
اقتراح جيد
لكنني احب الحياة
هذا ما اكتشفته مؤخرا بعد رؤية الموت يتجول في غزة
بدا ت هذه الاجازة و لم اجد ما افعله فاردت ان ترتاح اعصابي التي شلت و ان اخفف الوطء على دقات قلبي و اقاطع تلك الشاشة المجنونة التي تستطيع ان تنقلك من صلاة روحية و حديث نبوي بضغطة زر فجاة الى بيت دعارة و مجن
و ان تنقلك من امام ملائكة يتحدثون عن البيت و هم في خيام الى شياطين يتحدثون عن الحياة و هم بلا روح
و اطفات التلفاز و قررت ان اتصل ببعض الاصدقاء و اعيش حياتي هيك بلا اي عقل
و بدون مقدمات وجدتني عدت الى حياة طبيعية لفتاة ثلاثينية في فترة الربيع . و اردت ان اختبر قوتي التي مارستها طوال تلك السنين فالقيت بنفسي الى اول طريق يؤدي الى الحياة كما يزعمون
حاولت جاهدة الا افكر باي شيئ يعكر صفو الساعات الكل يتحدثون و يضحكون و مازلت انا في داخلي هناك
لا ادري اين ؟
فلتت مني ابتسامة ساخرة فنظر الي احد الاصدقاء و سالني عنها
لم اعرف الاجابة حقا
ما الذي حل بي
هل انا فتاة نكدية ام ماذا ؟
و عدت فجاة الى الوراء حيث قالت لي امي مرة " يا بنتي بطلي الكتب اللي بتقرايها و اللي انت بتشوفي على النت رح تجنني حالك "
فقررت ان اتمشى قليلا عل هواء البحر يوقظني
و لا فائدة هاجمتني كل الذكريات
كل شيئ منذ بداية الحياة الى الا شيئ . تبا لتلك القطرات التي لم تسقط لتغسل غبار السنين و غبار الجو ايضا
و عدت الى الطاولة بسرعة قبل ان افتح بابا الى البحر الذي في داخلي
و اكثرت من الحديث و الضحك و لكن ذلك الغول في داخلي لم يهدأ ابدا ظل يترنح الى ان عدت الى المنزل
و لا تغيير في اي شيئ
احب الحياة و لكنني لم اعد احب اي شيئ
هي حالة تصيب الكثير منا فترة و ان انكرناها
هي الا حب و الا كره
كل شيئ حولنا لم يتغير . حتى المواضيع التي تناقش في البيت على مدار ستون عاما و التي تناقش خارج البيت على مدرا عشرين سنة لم تتغير
لو ذهبنا الى المتحف لوجدناه فارغا لان اي شيئ لم يتغير فقد توقف الزمن و ما عادت هناك ذكريات او تحف او اي شيئ يستحق ان نحتفظ به في المتحف
فقررت فجاة ان اخوض الحياة كما انا الان و ما العيب في ان تشاهد الموت LIVEو لا تعتبر؟
و ما العيب في ان تقرا كتبا قد تقودك الى ما خلف القرن الواحد و العشرين و تعود بك الى الوراء
( ما كل العالم العربي برجع لورا وقفت علي انا )
و عدت لاسمع اغنيتي المفضلة مرارا و تكرارا و انا اسمع صوت امي من خلفي تكرر
( و الله يا ماما انتي رح تجنني حالك - و تجننيني معك )
و اذا حبيتوا تنجنوا معي :

http://http://arabic.salmiya.net/songs/marcel/ram/marcel52.ram


هناك تعليقان (2):

Gabriel يقول...

الموت في غزة ترك في كل منا بصمة مختلفة
ليس على الصعيد الدولي او على العالمي بمقدار البصمة الانسانية التي لن تزول من نفوس البشر .. واولهم انا .
شخصيا ... اصبحت الفترة الامتحانية احدى منعكسات " بافلوف " بالنسبة الي لفعل " الموت " واصوات الصراخ ومشاهد الدمار
ولمصيبتي ان الفترات القادمة لا تزال كثيرة ولدي جلساتي المطوّلة في ربوعها لاموت مرات عديدة على امل الحياة من جديد

هل نجحوا في جعلنا اموات تتنفس ؟!
لا ادري .. لكنني على يقين بأنك " للاسف " استطعتي اعادتي إلى جو الكآبة والحزن من جديد
فهل يقرأ الكبار اسطرك وكلماتك على امل تحريك جزء من احاسيسهم ؟
وهل ستنجح كلماتك بتحريك الجبال الصلبة القائمة على المشاعر ، والتي لم تستطع مشاهد القتل المستمرة لمدة شهر تقريبا على تحريكها في صدورهم ؟!

اشك .. و .. اتمنى.

ملاحظة : لم استطع تحميل الاغنية من الرابط .
لهيك من عندي بقلك سمعي هلغنية :
http://www.4shared.com/file/83024805/382ce25d/02-_Pastorale.html

لبنــــــــــى يقول...

من الناس الذين اتابعهم من بعيد الى اليوم في المحرقة
انت يا رفيق
مساؤك سكر
اصوات الصراخ لم تتوقف الى الان الى سفينة الاخوة و غدا في محرقة تجدد اسطورة الحرية
هي ليست كلمات و لكن من قبلنا سطروا التاريخ ايضا بكلمات بين مجزرة و اخرى

و شكرا على الاغنية التي احاول تحميلها و لكن شكرا قبل سماعها و بعد سماعها اكيد