السبت، أغسطس 07، 2010

امومة الالفية الجديدة - 2010

رمى حقيبته المليئة بالكتب في الرواق المؤدي الى الصالة - داهم والدته بقبلة في خصرها
هو : لا ماما لهلا ما في اكل رح اموت من الجوع

هي : اوكي بس بدنا نستنا بابا . رح يجي بكير اليوم
روح غسل و ضب الشنتة و تعا ساعدني
............
هي : شو ماما كيف المدرسة و التمرينات ؟
هو : goooooooooooood بس انا جوعان كتير
هي : شو عملتوا اليوم . و تناولت كوب القهوة التي تشربه ببطء طوال النهار و كان باردا و تستمتع به كانه كاس كوكتيل

هو : ماما صحيح ممكن اسال شي ؟ ليش في بالدنيا فقرا مادام الله بقدر يعطيعهم و يرزقهم . ليش بستنوا من الاغنيا يعطوهم ؟
هي بعد صدمة حاولت اخفاءها . طفل في التاسعة من عمره قلما يرى فقيرا معدما و يتحدث هكذا ؟
هي : طيب انت وين نقطة اعتراضك او سؤالك
هو : مش الله بقدر يعطيهم - ووين الله عنهم . ليش عم يستنوا انو الناس تشفق عليهم اكتر من اللي خلقهم . هيك انا بفكر او بتخيل
هي : طيب ممكن انا اخليك تتخيل شغلة صغيرة . سكر عيونك . . تخيل انو الناس كلها اغنياء و ما في فقرا . كيف الدنيا رح تصير ؟ كل الناس رح يصيروا مدرا و كل العالم رح يصير بدهم فلل و مزارع و رح يكون تفكيرهم كيف بدي اخلي ثروتي تزيد او احافظ عليها
شوف متلا بابا.موظف و انا موظفة هلا لو كنا اغنيا رح
نفتح شركة و كل العالم يعمل زينا من وين رح نجيب موظفين ؟ و الفقرا اللي عم يشتغلوا عند العالم الاغنيا - رح يصيروا هم كمان بدهم يفتحوا شركات . و هيك ما رح نلاقي موظفين
هو : ممممممممم ممكن . طيب ليش الناس بتموت من المرض خاصة الفقرا
هي بعد رشفة اخرى من الكوب الذي احسته سخن فجاة
هي : ماما حبيبي في كتير امراض زمان كانت خطيرة و هلا صارت عادية متل الانفلونزا . بعد ما مات كتير من العالم صاروا يدور الانسان على طريقة و دوا يساعد المريض على الشفا
هو : بس الله ممكن يشفيهم و يعطي الفقرا مصاري و يريح الناس بس هو ما بيعمل هيك
هي و قد بدات ركبها بالارتجاف و لا تستطيع اخفاء توترها
هي : ماما حبيبي لو خلص الفقر من العالم بتروح الرحمة منو . لانو العالم بتصير تاكل بعضها و رحمة ربنا اللي بتنزل علينا لما تساعد الفقير رح تزول و هيك رح نصير نفكر بطريقة البقاء للاقوى زي ما الاسد و النمر بفكروا بالغابة
بس ماما بدي احكيلك شي بسيط . كتير من العالم الفقرا و اللي ما كانوا لاقيين ياكلوا زمان طبعا . صاروا ادباء و علماء و الامراض خلت كتير ناس تعمل تجارب و ابحاث و تقدمت الانسانية بفضلها يعني مش كل شي مش كويس حولينا بكون نقمة و لكن لازم نتعلم منو . انت لازم تعملي ورقة بحث فيها ثلاث خطوات لمساعدة فقير و نفذها هادا الويك اند شو رايك
انت شو كان عندك دروس اليوم ؟ صحيح خلصت اسئلتك ؟ فكر في اللي قلتوا و بعدها اذا بدك شي بنتناقش
هو : حلو . اوكي هلا رح بلش بس
هو : رح نحكي بعد الظهر في سؤال . وين هو الله ان كان معنا في هذه الغرفة ؟
هي : شدت على يدها و قالت حسنا لكن بعد ما تكمل دروسك . و نرجع من تدريب الكراتيه _________________________________________________

المشهد الثاني :

الام مع مديرة المدرسة ( شقراء جدا و عيونها بحر لم تبلغ السبعين بعد ) و احد اساتذة الولد ( عربي ذو بشرة سمراء و لكن بجنسية غربية )

الام : بعض الاحيان يتوجب علينا ان نسال ان كانت هذه هي المدرسة المناسبة ليتلقى فيها ابني علمه . انا ساتحدث قليلا عن وجهة نظري في كون ابني يتعلم في هذه المدرسة دون غيرها طبعا هذه المدرسة تعليمها اجنبي و لكن قلتم عند تسجيل الولد انكم ستراعون اداب و عادات و تقاليد المجتمع الذي يعيش به الطلب و لهذا نحن نكد طوال الشهر حتى نؤمن قسطا كبيرا .

المديرة بلكنة برطانية متعجرفة : تاكدي ان هذا هدفنا . و انكم تدفعون ليتلقى ابنكم اعلى و ارقى مستوى تعليمي

الام : في الايام الماضية كان ابني لا يتردد عن طرح اسئلة غريبة على بيتنا و على ثقافته الاجتماعية - و ايضا لا تطرح هذه الافكار في عائلتنا و عند استفساري عن الدروس التي ياخذها قال لي ان الاستاذ هو من يناقشهم فيها . يناقش نظرية وجود الله و قدرته في صف يحوي اطفال لم يتعدوا التاسعة من عمرهم

انا لست هنا لاشكو لو اردت ذلك كان من الممكن ان اتوجه مع طفلي الى اقرب صحيفة او وزارة التربية و اعرض عليهم ما يقوله المعلم في الحصة و لم و لن يتوانوا عن ابعاد المعلم و ادارة المدرسة و لكن ما اود مناقشته مع المعلم . ماذا تريد بالضبط ؟ اذا كنت انت ملحدا فهذا لا يعطيك الحق ابدا في زرع هذه الافكار بعقول غضة

المعلم : المعرفة منذ الصغر خير من الصدمة بالكبر

الام : من قال لك ان معرفتك هي الصحيحة و التي نود ان نعلمها لاطفالنا . ارجوك اسمعني . انت حر في اي اتجاه عقائدي تعتنقه او لا تعتنقه . هذا ليس موضوعنا . و لكن من المفروض كانسان تدعي الثقافة و الحرية و التحرر من كل قيود العبودية ان لا تمارسها على عقول صغيرة لن تعطيها حرية الاختيار بل انت تسكب بها ما تود فقط لتجبل مع السنوات

انا لا امانع ان يكون ابني ما يريد هو . لكن بعقل سليم تطرح امامه الخيارات و يختار و لكن لا اسمح لاحد بان يؤثر على خياراته بطرح اناني من معلم اعتقد انه رسول الالحاد الذي سينقد البشرية

لا اريد لابني ان يتطرف فكره ايا كان نوعه . و ان يبني خياراته حسب علمه و تجربته و ليس بحسب ما زرعه استاذه بعقله

ارجو ان اكون قد اوضحت الفكرة و لا اريد ان يظن ابني انني احارب فكرة ما بطرد استاذه الذي يحبه . و يتعلق بها لهذا ساكون مراقبة لما تطرحه في عقل التلاميذ و اعذرني ففي المرة القادمة ساكون في مكان اخر و ساسجل شكوى

ايدت المديرة . و التزم الاستاذ و تم انذاره . و انتهى الموضوع

________________________________________________

القصة من وحي الخيال فقط . و لكن من الممكن ان تحصل في اي بيت و في اي مدرسة ليس بالضرورة ان تكون اجنبية و لكن من الممكن ان تكون مدرسة عادية .

لكن بدي اوضح انو الفتيات في هذا الزمن ممكن يصلحوا يكونوا امهات لاولاد من هذا الزمن ........ مجرد تركيبة

لكن لو كانت صلاحيتها و تميزها لا يتعدى المنزل و اساسياته . ما الذي سيحصل

..................................................ما اود طرحه هنا ماذا لو لم تكن الام على ثقافة و متعلمة و قادرة على استيعاب عقل ابنها

ماذا لو نهرته و طلبت منه السكوت ؟

او ذهبت الى الوزارة و اثارت قضية قد يفتحها ابنها عندما يكبر و يقول تلك فكرة صودرت . و ما هو ممنوع مرغوب

ماذا لو لم يحدث شيئ في قضيتها و لم يعرها احد اي انتباه ؟

لماذا لا تربى الفتاة على ان تكون اما بكل المقاييس ؟

بعض الاولاد اراهم اصبحوا اكثر خبرة و حنكة بالحياة من امهاتهم ؟


اقتراح بالاحمر . لماذا لا يكون هناك معاهد او نوادي مختصة للرقي بالامومة و اعطاء النصح من قبل استشاريين و اطباء و علماء نفس و متخصصون بدراسات لها اهتمام بالاعداد التربوي ؟ و تكون خيرية و التسجيل باسعار رمزية و يشرف عليها جمعيات خيرية نسائية ( بدل ما هم فاضيين بس للقيل و القال ) و يمكن للاخصائيين ان يتبرعوا بالقليل من وقتهم . لاعداد ام تستطيع ان تجاري التطورات بكفاءة . و يتم الاعلان عنها و التبرع لها و ......الخ

هذا اقراح لا اكثر و لا اقل

كي نتوقف قليلا عن لوم الام ( 2010 ) و اعطائها الفرصة لتثبت جدارتها




هناك 7 تعليقات:

أشرف محيي الدين يقول...

اقتراحك معقول ومنطقي جدا وبما أن هذا الزمن يشهد تطورا في كافة المجالات فلماذا لا يشمل أيضا ما يساهم في زيادة وعي الأمهات الجدد بأسس الإعداد التربوي السليم .

كل الود

نيسآان يقول...

اؤيد كل كلمه كتبتيها
خصوصاً...بعض الابناءاصبح أكثر حنكه وخبره من أمهاتهم
منطق سليم وأفكار أروع...بحاجة ماسه وسريعه لتطبيقها ...على كلا الام والاب معاً....في ظل عالم يتعرض فيه الابناء الى كم هائل من المعلومات والافكار الجديده...وأقلها ما يكون من المدرسه...والكم الاكبر من المجتمع المفتوح داخل بيتنا .....الانترنت الذي يفتح عيون وعقول ألاطفال على ما لا يمكن تخيله أو توقعه
مساءك رائع جفرا...صاحبة الافكار الرائده

GIA يقول...

حلو كثير وبيخلينا نفكر مثل ه الولد اللي عم يطرح اسئلة كثيرة ع امي
انا بشوف فيه انواع كثيرة من الامهات
بس شو ماكانت الام مثقفة او جاهلة
ما بظن العلم هوا المقياس للامومة
لحتا تطلع اجيال نابغة
ممكن كل فتاة تصير ام بشوية حنكة تقدر تخلق جيل واعي
بس اكيد الثقافة والتربية ليها دور كبير
والانسان بالاخر
ان كان ام
او اب
او ابن
او زوجة
او حتا عابر سبيل
بيحمل مزيج مختلف عن غيره من ثقافة وادب
وفلسفة في الحياة
وحنكة مع شوية دعك بماء الاحداث كل يوم
هيك بيكون الانسان بكل اشكاله
تحياتي ليك ياقمر
وضلك اتحفينا بابداعك

لبنــــــــــى يقول...

اشرف مسا الخير
اظن انو في امكانية لهيك مشاريع بسيطة بس بدك اللي يقتنع لانو نحنا بحاجة بالفعل لتثقيف الام ثقافة ارشاد واعية و ما تكون متصلبة بل بالعكس تكون قادرة على مجاراة الطفل و اعدادوا فكريا مش تلقيمه اكل و افكار ممكن تكون مغايرة للي بيحتاجه
نورت :)


نيسان انا بعرف امهات مش قادرين يتفاعلوا مع اطفالهم لدرجة انو الطفل بيحب يضل برة البيت او بالمدرسة اكبر وقت ممكن و لما تحكيلوا امو ايا شي بيستهزأ فيها و برد عليها انتي ما بتعرفي شي لانها بالفعل مو قادرة تقنعوا بابسط الاشياء و لا تسيطر حتى على تربيتوا
و طبعا الاب كمان الو دور

مسائك سكر نيسان
بتمنالك السعادة الدائمة

لبنــــــــــى يقول...

GIA :
مسائك عنبر
الامومة ما بتنقاس بالعلم او الثقافة و هاي جداتنا طلعوا جيل رائد
بنظري
لكن مع التغيرات القصة اكبر من امومة الحاجة للمعرفة و كيفية التعامل مع طفل على اطلاع واسع
مش قصة شهادة او قراية كتب لكن خبرات حياتية بتفتقدها اغلب الامهات و الاباء كمان
و هاي مشكلة لانها بتاثر على تفكير الطفل بشكل سلبي
في طفل عندي بستاذن ليصلي بوقت الصلاة بمسجد المدرسة مرة سالتوا انت ليش بتصلي رد : مشان بابا ما يزعل مني و يصرخ علي
يعني حتى ابسط القناعات مش قادرين يطوروها
و شكرا لتواجدك هون
:) تحية

sheeshany يقول...

و الله يا جفرا إني طبعت إدراجك مع مجموعة من إدراجات الأصدقاء و قرأت إدراجك كذا مرة.

التعليقات ممتازة و كذا كلامك أكيد.

اسمحي لي بأن آخذ زاوية جانبية من قصتك و أسأل: هل من العدل أن يكون بعض الأطفال حاملين لهموم و/أو قضايا أكبر بمراحل عديدة من أعمارهم؟
ألا يقتل ذلك البراءة؟ هل يتعارض ذلك مع إكسابهم موارد معرفية (و بالتالي سلوكية) متقدمة؟

لبنــــــــــى يقول...

هيثم مشكلتنا هون في الوطن العربي
انو نحنا بنخلي الامور اكبر مما هي عليه
يعني كم مرة قلنا لطفل لا تبكي انت رجال او لبنت " انت بتعيطي متل الصغار " و هم بالفعل صغار
هاي ابسط مثال
و بالنسبة للمسؤولية اظن انو هاي من عقبات جيلهم
انا عم شوفهم عم يكبروا اسرع و يتعرفوا على الدنيا اسرع من اللي سبقوهم
اما المعرفة و المهارات الحياتية اللي المفروض يكتسبوها فهاي مش واجب مدارسنا الفااشلة و مناهجنا العقيمة فقط
الاسرة الها دور مهم
خاصة الام .... باعتبار انو هي بتكون الاقرب للطفل بهيك عمر
طبعا ممكن يكون الاب كمان

صدقني هيثم اني بوظيفتي شفت انو 10%
بس من الاهل هم بعتنوا بفكر و ثقافة و تربية ابناءهم الباقي مخلفين بحكم العادات و التقاليد و الغريزة الانسانية و ما وصلوا لابعد من هيك

شكرا لزيارتك
و رمضان كريم