منذ يومين و في احد الشوارع قابلني طفل صغير يمارس مهنة الشحادة العالمية
استغربت كثيرا ليس لمجرد انه طفل بل لان وجود أمثاله في احد دول الخليج غريب ففي هذه الدول لا تنتشر هذه الظاهرة في الاماكن العامة خاصة و لكن اعتبرها البعض مهنة رمضانية تدر عليه الربح الكبير ( خاصة بعد تحويل العملة ) فصار بعض الرجال المقيمين هنا يستقدمون زوجاتهم و اطفالهم لممارستها و حاولت الجهات الامنية الحد منها حتى وصل الامر منع تصريحات الزيارة لبعض الدول العربية ايا كان عمل المتقدم
سالت هذا الطفل " انت من وين " الرد اتى ببديهية " فلسطيني "
صعقت و لكن تم استيعاب الموضوع بسرعة
طبعا اهل هذا الطفل لم يعرفوا بعد طبيعة هذا البلد و طرق استقدام الاجانب به و يعتقدون ان الفلسطينيين يستطيعون ان يدخلوا ببساطة او بسهولة و للتفسير اذكر بعض النقاط
الفلسطينيون الذين يحملون الجنسية الاردنية او حملة الوثائق يقيمون هنا بشكل شرعي و لديهم مهنة و يخاف كل منهم خاصة حملة الوثائق الخوض في اي مغامرة لانه سيتم الغاء اقاماتهم و تسفيرهم . فالى اين المفر ؟ و حملة الجواز الاردني ايضا ليسوا مستعدين لخسارة وظيفة دائمة لاجل دنانير قد تصرف في يومين .
اما الفلسطينيين الذين يحملون الجواز الفلسطيني فممنوع دخولهم اغلب دول الخليج و منها الكويت
الطفل ذو لكنة دولة عربية واضحة و لكنني لم ارد التعاطي معه اكثر
و لكن لِم استخدم كلمة فلسطيني ؟ لان الناس تتعاطف معهم دون ان يفكروا ان كان صدقا الطفل فلسطيني او لا
و لان كلمة فلسطيني تفتح باب التعاطف الانساني و طبعا المتبرع ان لم يكن خبيرا في موضوع الاقامة او لا يهتم للتفاصيل سيتبرع و يسخى ايضا و ان قال له الطرف الثاني انه من غزة فمن الممكن ان يقع المتبرع ارضا و يبكي و يقبل يد الشحاذ " هذا ان كان يتواصل اخباريا او متعاطف و ليس ليبرالي او ضد حماس "
و قد صدف ان القت الشرطة على مجموعات من النساء و الاطفال الذين يتسولون في رمضان الماضي من خلال مراقبتهم و ذكر احد افراد الشرطة ان احداهن كانت تتخذ من باب الجامع مقرا لها و عند انتهاء صلاة التراويح تقوم بلم عباءتها السوداء و ركوب سيارة تاتي لتاخذها و عند ملاحقة السيارة ضبط فيها ثلاث متسولات و السائق زوج احداهن بينما الاثنتين هن اخواته
و تذكرت ما حدث معي عند مشاهدتي لاحد الاعلانات التي تقدمها شركة زين و احببت الفكرة و اخترت رمز امراة لانني اعتقد ان ايجاد عمل للشخص خير له من اطعامه ليوم فالعمل سيوفر له الحياة و التعليم و الملابس و الغذاء و اهمها الكرامة
و صادف ان اخبرني شخص انه احب هذه المحاولة التي تقوم بها الاونروا لمساعدة الفلسطينيين طبعا صدمت في البداية خاصة انني شاهدتها و لم انتبه للتفاصيل و عنددما اعدت مشاهدتها رايت العلم الفلسطيني بكل وضوح
و قد اثارني الامر في البداية " فلسطين صارت قضية شحدة " و قرات ما كتب ناصر و موود بشان هذا الموضوع
و لكن فكر في الامر من ابعاد مختلفة عن القضية الفلسطينية او الاستغلال و الكرامة
ما هي الاونروا ؟
هي منظمة مسؤولة عن رعاية اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات و يتركز عملها في الاردن و سوريا و لبنان و الاراضي المحتلة الى ان يتم ايجاد حل لمعاناتهم
و طبعا هذه المنظمة تعمل منذ اكثر من62 عاما و لكن ما هي مصادر تمويلها ؟
التمويل :
تعتمد الاونروا حسب علمي على تمويلها من التبرعات التي تتقدم بها الدول على شكل مساعدات للاجئين و بعضها عيني و الاخر مادي حيث تتبرع بعض الدول بالغذاء كالدقيق و القمح او بمواد بناء او خيم كمان كان سائدا في بداية النكبة و بعضها يتبرع بمال
و الاونروا مسؤولة عن اكثر من اربعة ملايين لاجئ فلسطيني
و لكن ما الذي حصل بالتمويل ؟
منذ فترة قامت الاونروا بتقديم اقتراحات لزيادة التبرعات التي انخفضت الى اكثر من النصف لاسباب متعددة كالحروب التي مرت بها المنطقة و الوضع الاقتصادي فبعض البلدان التي كانت تمدها باموال طائلة تتعرض لازمة مالية حادة و بعض الدول لا تود الاستمرار بالتبرع و تستمر بتخفيض المساعدات حتى تصل الى العدم و قلت التبرعات اكثر بعد عملية السلام الزائفة و التخبطات التي تواجهها و كورقة ضغط احيانا و لاسباب اخرى كثيرة
بالاضافة الى العدد المتزايد من الاجئين و الذي لم تعد هذه المنظمة تسوعبه
هل يستفيد اللاجئ الفلسطيني بالفعل من خدمات الاونروا ؟
لا يغيب عن الكثيرين المدارس التي قد افتتحتها الانوروا . و خدمات الصحة و الاغاثة و غيرها الكثير التي تقدمها و لو انها صارت متواضعة لزمن تحكمه الاستهلاكية و لكن ما الذي يترتب على الاجئ الفلسطيني لو توقفت هذه الخدمات او قلت المشاريع التي تعد خاصة في اطار التعليم و الصحة ؟
بعد هذه المعلومات التي راجعتها وجدت ان من واجب الجميع و الفلسطينيين خاصة التبرع للانوروا
لماذا ؟
كي لا يصبح الاجئ الفلسطيني كالطفل الذي ذكرته بالبداية مجرد شحاذ لا اكثر و بدون قضية
رؤيتنا للوضع الفلسطيني و القضية الفلسطينية يجب ان تراعي ان الفلسطينيون عامة هم بشر يستحقون الحياة كغيرهم و اسم فلسطيني يجب ان لا يحكم عليهم بان يفقدوا انسانيتهم
يجب ان نتقبل الفلسطيني كانسان يحب - يخطئ - يسرق - يحكم - يجور - يعدل - يحرر- بطل - منافق- ملاك - شيطان - عائد - خائن - يغني - يرقص - يصلي - يجب ان يكون انسانا و ان لا نجرده من احتياجاته الاساسية حتى يبقى و لا تنقرض القضية
لماذا علي انا ان العن ذلك الاعلان ؟ و انا اجلس تحت التكييف و امامي سفرة طعام متنوعة و عندما أمِلّ استطيع قيادة سيارتي الى اقرب كافيه يطل على البحر
انا ايضا فلسطينية و من حقي التمتع كما من حق اللاجئ الفلسطين في اي مخيم ان يحيا و يتعلم و يتداوى
اعلان انوروا لا يذل الفلسطينيين بل يذكرنا بانسانيتهم التي اسقطناها من اعتباراتنا و صار الفلسطيني كمثل سوبرمان العربي الذي يحارب اليهود بحجر و ينتصر بان يردهم متر واحد للوراء و يستطيع ان يصمد في مخيم و تسيل من تحته مياه المجاري و المطر يهطل على راسه
الا يحتاج هذا السوبرمان الى الغذاء و التعليم و الكساء ؟
و ايضا اليست تلك مدارس الانوروا التي درس بها اغلب رجالات القضية ؟ و التي خرج من ظلال مخيماتها افضل رجال الزمن الفلسطيني
ربما انا لست مع او ضد و لكن دعونا نحتترم انسانية الفلسطيني
و هذا رأي يحتمل الخطأ و يحتمل الصواب
هناك 14 تعليقًا:
عندما تفقد الكرامة .. تنعدم الإنسانية !!!
صباح الخير جفرا
بالاساس لا اقتنع بفكرة التبرع عن طريق الموبايلات ...لاي كان سواء مستشفيات اطفال او سرطان ...او كما هنا موضوع الحديث الاونروا...لكن متفقه معك ان الاونروا قدمت الكثير لللاجئين الفلسطينين ....صحيح ان الكثير الكثير من اللاجئين قد غادروا المخيمات وتحسنت احوالهم الماديه واصبح كثير منهم في مصاف كبار الشخصيات ورجال الاعمال و حتى انخرطوا في طبقات المجتمع الاخرى لكن لا يزال الكثير ايضا في المخيمات ممن هم عاجزين عن تأمين حياة كريمه لاسرهم او يعيشون ضمن ظروف معيشيه تحت المستوى الانساني بدرجات...انتِ محقه الفلسطيني ليس شحاذ ولكنه ليس سوبر مان ايضا...هو مجرد انسان ومن حقه ان يعيش كأنسان ...ومن واجبنا كبشر في المقام الاول وكفلسطينين ان نقدم لهم ما بوسعنا من دعم ....بأي شكل كان.
صباح الخير جفرا
أنا أيضا كتبت الموضوع منتقدا هون
بالمقابل فأنا معك تماما بكل ما قلتيه و فعلا فإن أوضاع الفلسطينيين في المخيمات الفلسطينية مأساوية للغاية..
أذكر عندما كنت صغيرا.. كانت جدتي تستلم معونات الإغاثة.. تحتوي كل لازم البيت من الجبنة و حتى الطحين. إضافة إلى الجزمات البلاستيكية و الحرامات شتاء.. و استمر التقليص على مدار الـ15 سنة الماضية نتيجة لتقلص ميزانية الاونروا.
جزاك الله على تبرعك..
بإذن الله سيكون لي تدوينة أخرى متعلقة بالموضوع اليوم أو غدا إن شاء الله
وتاكيد على كلامك
في الحرم اذا ذكرت انك من فلسطين اصبح الناس يتحسسون الوحد وكانه الاقصى واقفا امامهم
حتى انه في سيدةمن تركيا ارادت ان تعطي الوالدة نقودا لتوصلها لليتيم الفلسطيني
لكن طبعا الوالدة اعتذرت من السيدة واوضحت باننا نقيم في الاردن
الموضوع كبير ويكثر به الجدل لكن للاسف اصبحت القضية الفلسطينية قضية اعاشة
حتى انه استراتجية عباس والمفاوضين الفلسطينين هي تحسين اوضاع اهل الضفة
وطبعا قضيتنا اكبر من ذلك فقضيتنا قضية حق وهي اكبر من الحدود الجغرافية والحزبية
تحياتي
تقبلي مروري
اعتقد ان موضوع التبرعات لدعم الفلسطينيين هاد لازم يكون موجود, و موقف و نتائج عمل الاونروا كان ظاهر و ملموس ايجابيا ولا اختلاف عليه
اختلفت الاراء بخصوص الدعاية, و انا انتقلت من رأي لاخر و تهت بالاخر :(
الاختلاف كان بطريقة عرض الدعاية و طريقة عرض الاطفال الفلسطينيين , ما بين انهم ما بصير يظهروهم بهالشكل الضعيف, وبين انهم اطفال كباقي الاطفال بعيشو حياتهم...
جنون عبقري
شكلو الانسانية مفقودة من زمان و هاي تبعاتها
تحية
نيسان : بعد طناش السلطة لهادا الموضوع و استغلال الاطراف الاخرى لتلم حوليها ناس صار لازم نفكر بالهالناس و ما نضل نحكي بالشعارات و ما نلوم الانروا او غيرها انو حب يتصرف حتى لو عن طريق الموبايلات اللي بعتقد انها فكرة سريعة و حلوة و بسيطة و ما بتغلب ابدا
... نورت
جعفر نورت خربشاتي
و متل ما حكيت كتير من العائلات كانت تعتاش على التبرعات و هادا الشي ما بينقص منها لانهم اصحاب اراضي و بيوت لو في يوم رجعولها كانوا اغنى من اللي بتبرعوا و هادا وضع فرض على فئة من البشر بغض النظر عن جنسيتهم لهيك انسانيا لازم نفكر
اذا بدنا اياهم يستمروا لازم ندعمهم بس مش بالحكي
شكرا لزيارتك
جفرا : عندي نظرية بتقول اذا كانت الحكومة حرامية فالشعب رح يصير شحاد
و ما بدي احكي اكتر عن السلطة لاني ما بدي اعيب بالشعب اللي قابل بهيك شكولة
الفلسطيني دايما كان ينضرب فيه المثل بكل مكان لدرجة انو صار متل اسطورة و مو مصدقين انو انسان الو احتياجات
و هون بتبدا المشكلة
ويسبر
لما نقبل انو اطفال البوسنة و العراق و حتى افريقيا يطلعوا بهالمناظر لازم نقبل على حالنا كمان انو نطلع هيك مع وجود فرق اكيد انو القضية الفلسطينية مش قضية اعاشة لكن لنحافظ على حق العودة لازم ندعم حياة الاجئين مش بس نتفرج عليهم و نقول ابطال و الله برافوا اللي قادرين يعيشوا هيك
انا انزعجت من الفكرة العامة اللي انتشرت في السنوات الاخيرة عن الفلسطيني و قصة المعونات و الدعم و الحزن عليهم زي الشحادين بس المسؤول عن وصولنا لهالمرحلة اختياراتنا و سكوتنا عن حماس و فتح لانهم حولوها من قضية كبيرة لانقلاب و تعاطف و انقسام اراء و هيك صرنا بدل ما نطالب بوطن عن نفك هوشة بين ..... هالوطن
بلا ما نحكي خلينا مؤدبين اكتر منهم
إه! وينّي أنا من هاي القصة :)
مبدأياً، كلنا نتفق إنو اللاجئين بدهم مساعدة وحل، لكنّي خليني ألخّص كل فكرتي بكلمتين:
مساعدة اللاجئ بإنا نطعميه ونغطيه هيها إلها 60 سنة، شو عملتلو؟ مشكلة اللاجئ الفلسطيني أنه لا يزال لاجئ بعد 60 عام. هاي المشكلة اللي لازم الكل يتكاتف ليحلّها.
أنا في هذا الموضوع بالذات أرفض الواقع والمنطق. سمّوني ما شئتم
ناصر و كيف و انا اجيب سيرتك :)
شوف انا معك انو تحويل القضية الى شحادة و انو العالم تبري حالها بس تتبرع و تفضل على الفلسطينيين
مش مقبببببببببببووووووول
بس القصة انو في عالم و الها احتياجات
مين رح يلبيها و سلطتك ملتهية بتوزيع الكراسي و الفلوس
و التانيين بلا ما نحكي نحنا برمضان
اذا لازم يكون حل
على الاقل لحتى ما نعطي لحد طريقة يستغل فيها هالاجئ و لا تبرير لاي حدا ببيع كرت المؤن
اظن انك سمعت بطريقة المقايضة هجرة مقابل كرت المؤن
كل سنه وانتي طيبه يا جفرا :)
معلش لو كنت موش قدرت أتابعك في رمضان :)
عيد سعيد عليكي وعلى كل الاسره :)
@jafra
مش بس مقايضة كرت المؤن.. شفت بعيني الناس بالضفة الغربية كيف بياخدو كيس حليب على إسم أصغر ولد عندهم، وببدلو بدوا سعال من الصيدلية لإبنهم الأكبر!!!
يا ستي خلي شوي يردو علي وشوي يردو عليكم أتوقع هيك أحسن حل، في حال كان رأيي أو رأيك الأكثر صواباً على المدى الطويل بنكون بالـ safe side
:)))
الأزمة معروف إنه رح تنوجد بمجرد تأسيس منظمة ( لإغاثة و تشغيل اللاجئين ) و بالتالي معنى هالحكي الشحدة للعمر كله،، لم يتم التفكير في شيء تنموي،، و الحكومة أو بالأحرى الحكومتين يعطينا و يعطيهم العافية،، الوقت غير كافي للتفكير بهيك قصص فارطة،، في نهيبة و سريقة هان ولا هان،، و إذا الحكومة شخصيا بتشحد ع العلن،، الشعب مش رح يتّبع أساليب مختلفة كثير،، و طبعا المشكلة بالوقت الحالي بتنعكس آثارها على القضية ككل لإنه أصبح التقدم فيها ضئيل هذا إن لم يكن منعدم،، و بس شغلتنا صرنا نستنى بقوافل المساعدات لفك الحصار و المعونات الخارجية.. طبعا واضح إنه غالبية حديثي عن الداخل عنّا ..
اولا اشكرك وكلي فخر ان اكون هنا ضمن مقالتك الجميلة
واوافقك الرأي بكل ما قلته واعجبني جدا كلامك عن الفلسطينين البشر او البشر الفلسطينين وان من حقهم ان يكونوا بشرا يحبون ويفرحون ويحزنون ويخونون ويكذبون هم مثلكم ايها الناس
تعرفي ذكرتيني بالرائع غسان عندما كشفت غادة السمان عشقه وجنونه الاجمل على الاطلاق
اقرفني ردود فعل من انكر عليه حبه وانه لا يجوز لمناضل واديب وفلسطيني ان يرتكب جريمة العشق
اسف للاطالة واشكرك على المقاله وانك وفي النهاية وافقتني رأي
وحتى جمال الدعاية
يرجى اخذ الحيطة والحذر فأنا فلسطيني ولاجئ
إرسال تعليق