الخميس، أغسطس 06، 2009

رقصت معه السالسا ..... فقط



كانت ترقص بخجل على انغام السالسا



ما افعله غير معقول كيف فعلتها ؟ لم اتعرف اليه الا منذ بضعة ساعات على طاولة باحد المقاهي



لم تعرف كنيته بعد لكنها الان و فعليا تراقصه في احد المطاعم التي توزع المشروب مجانا على الراقصين حتى ترتوي الارض بخطواتهم الغير موزونة و يبدا الجنون



و قد بدا الجنون فعلا عند الظهر معها



مر بجانبها و هو يلوح بيديه غاضبا و يصرخ بصوت عال و هو يتحدث على الهاتف . لفت انظار الجميع و منهم من اشر له بيده ان يهدأ و لم يعر اي أحد اهتماما صرخ و لوح بيديه بالقرب منها و اذا به يضرب كأس عصير البرتقال ليبلل ملابسها و تحس ببرودة الثلج على جسدها



فجاة حل الصمت



لم تعرف كيف تتصرف



اتت النادلة اليها تعتذر . هي مازالت تجلس على الطاولة محدقة به



جلس على الطاولة و قال بضعا من الكلمات الغير مفهومة لها ثم نظر اليها مطولا و اعتذر لها



دخلت الى غرفة و اخذو فستانها القصير للتنظيف و اتاها الفرج بعد نصف ساعة كانت تتوق الى الخروج بسرعة



لا تعرف ان كانت تود الهرب الى منزلها بعد يوم شاق او انها تتمنى ان يكون موجودا بانتظارها



ماذا حل بها حدقت به فترة ملفتة للانتباه و تعلثمت الكلمات داخل فمها



ارتدت الفستان و اعتذرت لها النادلة الف مرة على ما حصل فتحت الباب لتجده واقفا وراءه بانتظارها ابتسم و مد يده معرفا عن نفسه

صدقا لم تسمع الاسم بقيت تنظر الى عينيه احست ان شيئا ما يدغدغ انوثتها ابتسمت بتكلف شديد و بخجل لم تشعر به منذ اخر مرة التقت شابا في اروقة الجامعة . دعاها لتشرب معه كاسا اخر من العصير و لن يقبل باي عذر عله يعوض عليها جلستها

جلستها كم كانت وحيدة في تلك اللحظة و القت بوحدتها على كتاب تحمله تقرا جملا لا تفهمها و لا تنظر اليها



بين الفنية و الاخرى كانت تنظر الى المارة علها تجد احدا تلقي عليه السلام او يلقي عليها اي شيئ الى ان اتى من القى عليها كوبا من العصير المثلج



- لم ادر ان السماء تسرع احيانا في استجابتها لنا



سحب لها الكرسي و تبادلا حديثا عابرا

جاملته قليلا و عرفت عن نفسها و بدا هو بالحديث و تبرير ما حصل و بين الفنية و الاخرى كان ينظر اليها الى ان توقف و قال لها



- هل قال لك احد من قبل ان عيناك ساحرتان



صدمت من الجملة السريعة و قالت في سرها كيوبييييد حل عني هلا - لا مش هون - و مش هلا - و مش اليوم


اليوم فقدت فرصة عمل و اعتبرت ان اليوم باكمله سقط من حساباتها الى ان التقته فتغير معه حسابات لعمر كامل



ابتسمت و غيرت الموضوع



- الجو جميل اليوم



- اليوم كله جميل لي بغض النظر عن خسارتي لبعض المال التي عوضتني عنها الالة بوجودك



- هل تستخدم تلك الكلمات كثيرا عندما تسكب العصير على احداهن



- ان كانت جميلة نعم



اقتربت النادلة قطعت حديثهما و قدمت لهما كروت دعوة لحفلة يقيمها صاحب المطعم بمناسبة مرور 20 سنة على افتتاح المطعم تعويضا لها عما حصل
سعدت انها ستلتقيه ثانية و اخفت سعادتها بترديد نفس الاعذار التي تستخدمها منذ عشرة اعوام كي لا تخرج من ذلك القمقم الذي حبست نفسها داخله و اقلمت دنياها كلها عليه و على ضيقه
لم تقبل النادلة اعذارها و جاء صوته صادما لها

- لا تترددي ساكون هناك الليلة و سانتظرك و لن ادعو ايا من الحسناوات الاتي اعرفهن ساكتفي بك الليلة
- لم نتعارف الا منذ ساعة - الا تلاحظ كم انت جريئ ؟
ابتسم بخبث
- هيا ساوصلك الى المنزل لتتهياي للحفلة انتم النساء تضيعون الوقت و انتن تتبرجن و لا تعلمن انكن اجمل عندما تتركون اثار الشمس واضحة و اثار الشوق و التعب بدون رتوش
- من اين ظهرت لي اليوم
و الان هي تراقصة و تستغل قربه منها . منذ سنين لم تفعلها و لم تراقص احدا. منعت نفسها حتى رافقت الوحدة دروبها



اصدقاؤها و اخوتها كل له بيته و حياته اما هي فليس لها احد غير امها التي لا تمل من الدعاء ليلا نهارا لتراها في بيت العدل و تتذكر دوما كم هي محتاجة لمعجزة كي تحقق رجاء امها



لم تشعر بحقارة تلك الوحدة الا عندما اقترب منها اكثر و همس باذنها



- اتركي نفسك مع الانغام لا تحتاج الحياة الى كل هذا التوتر انها ابسط مما نتخيله عنها



الحياة - كل انسان يفسر هذه الحياة كما يريد و للرجل الشرقي تفسيره الخاص به حسب كل فتاة يلتقيها



يفسر للفتاة ان الحياة بسيطة اكثر مما نتوقع ليرقص معها و لترافقه



يفسر لاخرى ان الحياة مبهمة و غير امنة و هو سيوفر لها الامان - لفتاة سيتزوجها



يفسر الحياة كذئب تائه و جائع على الدوام لابنته و انها لن تجد ملاذا الا بيتها



اذا الان و بعد هذا التفسير انا الفتاة الاولى



منذ متى ارضى بان اكون فتاة مؤقتة ؟ اين كل تلك المثل و القيم ؟ ماذا تفعل الوحدة بها ؟ و ماذا فعل بها

انتهت السهرة مع استغرابها لوجود رجل شرقي اربعيني يجيد رقص السالسا و مراقصة فتاة بهذه الطريقة العفوية و الجريئة و تبادلا ارقام الهاتف و الايميل و اوصلها لباب بيتها بعد الحاح منه

و ذهب و وقع خطواته تبتعد زادت من برودة جسمها - كلما ابتعد احست ان البيت ازداد برودة

انطلق بسيارته تاملت في المراة لتجد فتاة ثلاثينية تعود الى زمن المراهقة و المواعدة الفتيات بعمرها يحضرن اولادهن من المدارس
حاولت ليلتها النوم جاهدة . ما كان يتعبها حقا ليس هو بل ما اصابها و ما اكتشفته عن وحدتها بعد ملاقاته
لم تساله ان كان متزوجا او مرتبط لم تساله اي شيئ خاص عنه مع انه سال عن تفاصيل حياتها الصغيرة
نامت و هي تفكر كيف سترفض دعوته او مهاتفته و ما هي الحجة

استيقظت صباحا على رنة هاتفها

- الو بعرف انك لهلا عم تحلمي في بس خلص بكفيكي. انا اليوم عازمك على المسرح في حفلة موسيقية حلوة و بعدها على العشا لهيك ما تقلي بالاكل بنتلاقى بالليل رح امرلك على الساعة 7 و ما تكتري مكياج

اقفل الخط بدون ان ترد و هل ترفض ؟ كم تمنت ان تذهب مع رجل الى المسرح و كم رجل خذلها و ضحك من فكرة المسرح

افاقت من الصدمة ماذا ستلبس ؟ كيف ستسرح شعرها ؟

لماذا كلما واعدنا احدا احسسنا بان ملابسنا الملقاة في الخزائن بالية لا تتناسب مع هذا الموعد و ننزل الى السوق لنلف و نقيس اكوام الملابس و نشتري ما لا نحتاجه و احيانا نشتري شيئا يكون معلقا في الخزانة و لكن بلون اخر المهم احساسنا بالاستعداد هو الذي يؤرقنا

استعدت للخروج معه و اصطحبها الى المسرح و فاجاها بفرقة كانت تحب ان تسمعها دوما و تتناغم مع موسيقاها.
كانت تتحدث هذه المرة بحرية اكبر و اخبرته كيف تقضي يومها بالعمل و الزيارات العائلية و انها بانتظار امها التي المسافرة الى العمرة و حاولت تخفي وحدتها و زينت حياتها باطفال اقاربها و كتبها و حبها للموسيقى

كان مستمعا جيدا و عندما يتحدث عن نفسه يتكلم بصيغة الجمع - او التفخيم كم هو مغرور بنفسه هذا الرجل

توقفت فجاة عند جملة لم تكن تريد ان تسمعها و لا سالت عنها



- عندي ولدين واحد منهم كمل اتناشر سنة و التاني تسع سنين بتعرفي من المشاغل و المشاكل بطلت اشوفهم مزبوط حاسس اني مقصر معهم بس هيك الحياة مادامهم بطلبوا لازم يستحملوا بس بكرا لما يكبروا رح يلوموك ليش ما كنا نشوفك و اذا ما وفرتلهم طلباتهم رح يلوموك . كمان الزواج و الاولاد مسؤولية كبيرة الله مخلصك منها

- الله يخليلك اياهم
ارادت ان تسال عن امهم ؟ تفاصيل حياته ؟ اذا لماذا يدعوها هي و لم يدعو زوجته ؟

اتاها الرد دون ان تسال و قبل ان تتوقع و ان ترسم خطا لرجل يساهر عزباء في الخامسة و الثلاثين

- زوجتى مسافرة الان


قالها بامتعاض نوعا ما و لم ترد ان تستفسر اكثر اسعفتها المقطوعة الموسيقية و صارت تدندن معها


قاطعها صوته

- اتعلمين ان هناك اشياء في الحياة ربما تكون اجمل عنددما تريدينها و تصبح اقل من عادية لانك امتلكتها


- الزواج اكبر من ان يكون شيئا نريده او نمتلكه اعتقد ان ارتباطا يحتاج اكثر من اكتفاء و اكثر مما نريده خاصة ان كان هناك خلف الكواليس اولاد


صمت مطبق ما عدا صوت الموسيقى


اسعفيني ايتها الاوتار باي لحن ادندنه و يفقدني الاحساس بوجود غريب بالقرب مني


نسيت ان امها ستصل في الغد

كانها حجة للرحيل المبكر قفزت الى ذهنها لتسعفها من هذا الصمت

بعد توقعها ان تجد ليلة ساحرة لها بعد جفاف الروح الذي امتد عقدا كاملا
.....................

رفعت هامتها علها تستطيع ان تميز امها من بين الاناس الذين يرتدون الابيض كملائكة تنزل من السماء يفتح الباب و يغلق و امها مازالت في الداخل لمحتها من بعيد برفقة امراة اخرى .. اقتربت منها حتى وصلت اليها

لتراه مقابلا لها


توقف الزمن ثوان معدودات لم تستوعب ما الذي حصل


المراة المرافقة لامها و التي تلبس الابيض تسلم عليه و يمشي معها بعيدا بهدوء - و تركب معه سيارتة السوداء في نفس المكان الذي ركبت به بالامس


- ماما مين هاي


- هاي بنت التقيتها بالعمرة و نزلت معي بنفس الغرفة الله يساعدها جوزها مجننها و ما في فايدة فيه صحيح انتي بتعرفي جوزها اتطلعتوا ببعض كتير


- هادا جوزها . لا من وين بدي اعرفوا - بس شبهت عليه مش اكتر - المهم كيف رحلتك


و في بالها كانت تقول





رجل لا اعرفه رقصت معه السالسا فقط ذات مساء


و لم تعد تستغرب شيئا

( مجرد محاولة طويلة لا اكثر و لا اقل - اود ان اسمع رايكم بها - )




هناك 7 تعليقات:

غير معرف يقول...

ان وصلكِ تصفيقي
ستعلمين حتماً رأي
جفرا..صدقاً حبستِ انفاسي منذ الحرف الاول..
لن اقول انها رائعة وأنمّق الكلام
بل هي عميقة وجداً لواقعيتها

لبنــــــــــى يقول...

ياسمين اهلا بك
شكرا لك دائما بتشجعيني
انا شايفتها طويلة شوي بس اسعدني انها اعجبتك
كوني بالقرب دوما
تحية

غير معرف يقول...

عزيزتي هي بالنهاية حكاية
لا يهم ان كانت طويلة ام لا
الاهم ان تشدّ قارئها ليصل الى فحواها
من جهتي اعجبتني..واعجبني طريقة سردك لها
دون اي مجاملة

ماء تشرين يقول...

بعا جميله واعتقد انكى مشروع كاتبه مبدعه للقصص الواقعيه بكل ذك الكم الهائل من المشاعر والقضايا التى نعيشها في مجتمعنا كل يوم


تقبل مرورى

لبنــــــــــى يقول...

مشروع كاتبة قصصية ؟

ياه يا ماء تشرين كلها محاولات
بس كتير انبسطت بوجودك و انها عجبتك
تحية

Wa2el يقول...

جميلة جدا هذه المحاولة جفراء..
القصة فيها نوع من التشويق ومزيج من الواقعية و الخيال الهادىء الذي يأخذ القارىء الى عالم الحب الجميل، حب القصص والروايات الذي كثيرا ما يعود ويصطدم بحاجز الواقع.
ذكرتني هي المحاولة بحلقة من مسلسل سوري اسمه أهل الغرام.. فيه حلقة قصتها بتتقاطع بشكل كبير مع محاولتك.. تابعيها حلوة الحلقة:
http://www.youtube.com/watch?v=uMl_rfggtK0&feature=related

لبنــــــــــى يقول...

وائل صباحك سكر :
مرة وحدة اهل الغرام ياااااه
بتعرف تابعت حلقات منو حسب وقتي و ما شفت للاسف الجزء التاني اللي بقولوا عنو رائع بس انت عملت في خير انك عطيتني الرابط اللي رح يساعدني كتير
بس انو ذكرتك باهل الغرام ؟ يعني مو عارفة شو احكيلك
فكرك ابلش اكتب مسلسلات ؟:)
شكرا لك
كن بالقرب و ما تطول الغيبة
تحية